أرشيف التصنيف: تقارير صحفية

“العين فلقت الحجر”.. هل يخشى المصريون من الحسد؟

“العين مبتحبش تشوف اللى أحسن منها يا ولدى، حتى لو الإنسان مش قاصد يحسد، العين بتصيب من غير ما تحس”.. بهذه الجمل القصيرة الدالة بدأت السيدة أميمة، البالغة من العمر 56 عاما، حديثها حينما سألتها عن مدى إيمانها بالحسد.

تقول أميمة، وهى صعيدية أصيلة الملامح، ترك الزمن تجاعيده على وجهها رغم احتفاظها ببعض الجمال، “إنها الابنة الأولى، التى نجت من قبضة الموت بعدما وافت المنية سبع أشقاء لها قبل أن يتجاوزوا عامهم الأول، فجأة وبدون مقدمات”.

تضيف السيدة الجنوبية، عن رواية أمها “فى الطفل الثامن، (وهو أخى الذى تخيرته الأقدار ليحيا)، ذهبت أمى إلى جميع الشيوخ تطلب منهم العون، والإرشاد لحماية ابنها، وأجمعوا أنها محسودة من امرأة أخرى، وأن قرين هذه المرأة قوى، وهو من ينفذ أمر العين”.

سألتها ماذا يعنى (تنفيذ أمر العين؟)، فأخبرتنى: “كان يقصد أن هذا القرين هو من يقتل الأطفال”.

141021160438_eye-of-horus-papy_ori.jpg

سلطة الموروث

يقتنع الكثير من الناس بالمثل المصري القائل “العين فلقت الحجر”، ربما لهذا رددوا مثلا آخر  “دارى على شمعتك تقيد”، ليعبر هذا وذاك عن الصورة الذهنية للحسد في الموروث الشعبي المصري، وربما ذِكر الحسد فى القرآن والحديث النبوى أكد مخاوفهم ومخاوف غيرهم، وأصبح حقيقة لا تقبل التنكر لها، خاصة مع وجود بعض المرويات العابرة للأجيال، بل وقوع حوادث مشابهة لهذه المرويات فى الواقع المعاش، ووجود صدى لذكر الحسد في عدد من ثقافات العالم القديمة والمعاصرة.

غياب التفسير العلمى لظاهرة الحسد، أو العين الشريرة” أيضا، ربما صنع جدلا مع ظهور ما يطلق عليه “علم الطاقة الكونى”، ورفضِهِ لـ”الحسد” من قِبل أنصار التفسير العلمى البحت، لتعارضه مع قوانين الفيزياء والطب، وفقا لآرائهم. وأرجع البعض صمود خرافة الحسد حتى يومنا هذا دون باقى الخرافات التى اندثرت فى عصر العلم إلى “تراكم الخرافات عبر الزمن”، بحسب مجلة “العلوم الحقيقية” الإلكترونية.

 ويظل السؤال مطروحا هل لدى المصريين ما يُحسدون عليه؟ أم أن الحسد مجرد أوهام تتجسد فى النفوس من وقع الأثر النفسى لسلطة الموروث؟، وما طبيعة تصور المصريين عن الحسد؟

 

سيدة جنوبية: وليمة القرين أنقذت أخي الثامن من قبضة الموت

 

وليمة القريـــن

تستكمل السيدة أميمة روايتها “بأن الشيخ نصح أمها بـ(جلسه صلح) مع قرين المرأة الحاسدة، واشترط أن تجلس بمفردها فى الغرفة، وأن تجهز الطعام وتضعه على المائدة، وتجلس فى انتظار القرين هى والطفل، وبالفعل تمت جلسة الصلح، واختفى الطعام”.

أوضحت: “أن القرين كانت له طلبات مقابل حياة الطفل الثامن، تذكر منها أن يرضع من أنثى الحمار، ويلبس ملابس قديمة إلى أن يكبر ويصير شابا!!”.

ربما يرى البعض أثر الخرافة فيما ترويه السيدة، لكن الغريب أيضا أن “لعنة الحسد أو العين الشريرة، تسود فى عدد من ثقافات العالم، إذ تـُعرف فى الثقافة العبرية بـ”عين حوتـــه”، وفى ثقافة المغرب العربى بـ”العين الحرشة”، كما تتنوع مسمياتها أيضا فى عدد من الثقافات العالمية منها الألمانية، والإيطالية، والفرنسية”، وفقا لمجلة العلوم الحقيقية.

 

سلطة الموروث ووجود الحسد فى عدة ثقافات رسخ فكرة الظاهرة في المجتمع

 

 

fa18c5e8020d55a7009831ea218efc27--magic-symbols-symbols-and-meaningsورغم هذا، يـُعدُ بعض المصريين وشعوب المنطقة العربية العين والحسد عدوهم اللدود فى الحياة, فما إن يقع مكروه لأحدهم إلا ويرجع السبب إلى أن ما حدث هو العين أو “عين فلان تحديدا”، كما يتفنون فى ابتكار وسائل متعددة للتصدى للعين، فمثلا عند شراء سيارة جديدة تجد من ينصحك بذبح حيوان أو طير، شريطة أن يكون بأربعة أرجل، ثم تضع يدك فى الدم وتضع علامة اليد بالخمسة أصابع على هيكل السيارة، وتتركها لمدة يومين، وبعضهم يضع فردة شبب على إكصدام السيارة الخلفى، أو خرزة زرقاء وغيرها من الممارسات التى تبطل العين والحسد.

 

شاب يروى: “عين الكفيف” دمرت كل ما تلحق به يده

عين الكفيف

يروى أحمد، شاب ريفى فى الثلاثين من عمره، أن فى قريته الصغيرة التابعة لمحافظة المنوفية كان هناك رجل مسن يدعى الشيخ سلامة، وكان كفيفا، يمشى متكأ على عصاه، يتحسس بها طريقه من المنزل إلى المسجد.

يتابع أحمد: “أثناء مرور الشيخ سلامة على أقاربه وجيرانه وبمجرد أن يتحسس بيده الشىء ينتهى أمره؛ فمثلا كان يلمس الجاموسة تموت في اليوم التالى، تخبره عن أمر تنتظره، فلا يحدث، مع تكرار مثل هذه الأحداث معه عُـرف بين الناس بـ(العين الوحشة)، ففر منه الناس أينما وجد”.

بسؤال أحمد عن إمكانية تحكم الحسد فى حياة الإنسان، أجاب: “القدر واحد، ولكنها أسباب، وربنا أمرنا نأخد بالأسباب”، يتابع الشاب: “في صغري كانت جدتى ومن بعدها أمى ترقينا  كل يوم جمعة، تشعل البخور وتمسح البيت بالملح”. يتابع “فى زمن مضى لم أكن أؤمن بالحسد، وحين كبرت، وتكرر كثير من المواقف أمام عينى، تأكدت من وجوده”، ومع هذا يؤكد الشاب أنه يحيا على طبيعته، ولا يمارس أى طقوس درءا لشرور الحسد، ببساطة “لم يعد يبالى بهذا الأمر”.

عروسة الحسد

 “عروسة الحسد”  أشهر الوسائل وأقدمها لدرء الأرواح الشريرة عن المحسود على مر العصور إلى وقتنا هذا، إلى جوار وسائل أخرى منها تعليق الخرزة الزرقاء، أو حدوة الحصان، وإشعال البخور في المنزل، أو تعليق حجاب أو حرز (ورقة مكتوب بداخلها آيات قرآنية وأحاديث وربما أمور أخرى) في رقبة  المحسود، أو توضع تحت الوسادة، أو فى أماكن مختلفة من المنزل، لتقيه شر العين.

 

غياب التفسير العلمى للحسد صنع جدلا فيما يعرف بـ”علم الطاقة الكونى”

 

تحكى الجدة ليلى، أن العروسة عبارة عن ورقة، تقص على شكل عروسة بذراعين وساقين، ثم يمسك شخص بدبوس أو إبرة خياطة، ويبدأ فى ثقب الورقة”.

عن سبب هذه الثقوب تخبرنا: “أن كل ثقب يـُعدُ عينَ حاسد، حيث يسمى مع كل ثقب اسم معين (من عين فلان ويذكر اسمه)، وفى النهاية تحرق العروسة الورقية، ويؤخذ الرماد ونضع نقطة منه على جبين المحسود لعدة ساعات، وبعدها يزول شر العين”.

 

العروسة والخرزة الزرقاء والدم طرق تبطل عين الحسود

الحجــر

حكايات أخرى ترويها سيدات من الجيل الوسيط، وهن أيضا يؤمن بالحسد. تروى يسرا، ابنة الثانية والأربعين عاما،  “أن سيدة رأت ابنة أختها، طفلة فى الثامنة من عمرها، وعلقت على جمال شعرها وكثافته وطوله، في اليوم التالي دخلت أختى تغسل شعر ابنتها، فأصابها ذعر وهى ترى نصف شعر ابنتها يتحول إلى حجر من دون سبب”، تؤكد يسرا: “شعر البنت لم يصب بأى أعراض عابرة، بل تحول لحجر بالمعنى الحرفي للكلمة، لدرجة أصابت الجميع بالفزع”، تستكمل “لم يكن هناك من حل سوى قص شعرها كاملا”، “وحمدنا ربنا إنها جات على قد كدا”.

ورغم روايتها هذه، فإنها تؤكد أن الحسد لا يتحكم فى مصير أحد، و”لا ينبغى أن نقر بهذا، وإلا سيبقى شماعة لمن فقد الحماس وضعفت إرادته، لظرف أو لآخر، وتعثر فى الوصول إلى هدفه، أو لم يتضح الطريق أمامه من الأساس، وصار من التائهين الذين لا يدركون إلى أين يسير بهم قطار الحياة الذى لا يرحم”.

a3573ade2340b225b5d8de94e995669f

نحن الأرواح الشريرة

أما هند، البالغة من العمر أربعين عاما ، فتؤمن أيضا بالحسد. وروت لنا قصة الفستان الذى احترق بفعل العين، بعدما “لقى إعجاب صديقة لها أثناء ذهابهن لفرح، وأُغلق عليه باب السيارة بالخطأ، وفتحت الباب لتُدِخل الفستان فإذا بالشيفون اتهرى فى لحظة، وكأنه اتحرق حرفيا”.

 إجابتها طرحت سؤالا عن الغرب واحتفالاتهم، ولماذا لا يرى الغربيون رؤيتنا هذه: فأخبرتنى: “معتقداتهم مصدرها تراثهم ودياناتهم، ومع هذا لديهم تصرفات أكثر غرابة منا، شخصيا لا أصدق أن بمقدرة البشر طرد الأرواح الشريرة وما إلى ذلك.. إحنا الأرواح الشريرة”.

تتابع:  “مؤخرا أتعاطف مع الحاسد، أصبحت أشفق عليه، واذا حدث وحددت مَنْ الحاسد؟، (بحكم حدسى بالطبع ليس أكثر)، أستميله، وأشاركه ما يحسدني عليه، ربما يغير رأيه، أو يشعر أن له مصلحة فيما يحسدنى عليه، فيحافظ عليه بدلا من تدميره بعين النقمة وزوال النعم”.

“عين حوتة” و”العين الحرشة” مسميات الظاهرة فى أكثر من لسان وثقافة

 

من حق القارئ أن يرى فكرة الحسد على الطريقة التى تمليه عليه قناعاته، وعلى النحو الذى يرضى منطقه الشخصى، لكننا فى نهاية المطاف أمام ظاهرة لا نستطيع التنكر لوقائعها مهما احتكمنا إلى النظريات العلمية التى لم تتمكن من تقديم طرح يفسر الظاهرة، أكثر من كونها “تراكم الخرافات عبر الزمن”، وأنها بفعل تأثير نفسى من المريض الذى يمتلك نزعات لتدمير ذاته، ويسعى لإيهام نفسه بخلق مبرر يوحى له بفكرة الحظ السيئ، وفقما تحاول مجلة “العلوم الحقيقية” إثبات ذلك.

«الحنة يا قطر الندى».. طقوس ليلة الحناء فى مصر

أرض مصر، حالة خاصة مع الموروث الشعبى، فهى حضارة عريقة غنت للفرح موال وللحزن موال، خلقت أساطيرها ومورثاتها عبر العصور، صنعت طقوسا لكل الاحتفالات؛ (للموت وللحياة، للحج وللأولياء، للزفاف كما لليلة الحناء)، تلك الليلة التى تنتظرها كل فتاة لترى «حلم الطرحة البيضاء» يتحقق أمام عينيها، وتولى العروسة فى مصر ليلة الحناء عناية خاصة، بطقوس كثيرة ومتعددة تصل حد التقديس، إذ لم تعد «الحنـَّانــة المعاصرة» تشبه «حنـَّانة» الأمس، بعدما دخلت فكرة أزياء وكرنفالات العالم، والموسيقى المصاحبة لها هذا العالم الحالم باستعراضاته المتنوعة.

2

مشهد واحد وتفاصيل كثيرة

“الفستان وليلة الحناء والزفاف”،، مشهد واحد غير قابل للتكرار، وعلى العروسة أن تستمتع بالتفاصيل الكاملة لهذا المشهد…”

بهذه الجملة بدأت السيدة المصرية روينا الليثى، منسقة ليالى الحنـاء، حديثها عندما سألتها عن المعنى الباطن لليلة الحناء فى مخيلة العروسة المصرية.

تعمل روينا فى مهنة الحناء منذ 12 عاما، تقول عن هذا: “في البداية كنت أعشق الأزياء والتصميمات، وذات ليلة وكنت فى السادسة والعشرين من عمرى آنذاك، حضرت ليلة حناء، واستأت من الملابس والعروض، فقررت أن تحيي ليلة الحناء بملابس وعروض أكثر جمالا وسعادة يليق بليلة العمر”.

توضح روينا: “دايما أقول للعروسة أى حاجة ممكن تتأجل أو تتكرر، إلا الفرحة، شقتك فرشك هيتكرر ويتبدل ويتغير، لكن الحنة مشهد واحد فانبسطى، مشاعر وأحاسيس فرحتك اتمسكى بيها جواكى”.

عن الجديد الذى تقدمه الحنانة المعاصرة بالنظر إلى ما كانت تقدمه سيدات النوبة، الأكثر شهرة فى هذا المجال،  تقول روينا: “زمان كان الموضوع صينية حنة للعروسة، ورسم إيديها ورجليها، والشمع والبخور وصديقاتها يهيصوا لها شوية، والسلام”.

 أما طقوس ليلة الحناء المعاصرة، فقد أبهرتنى السيدة بما روته وتصنعه فى سبيل تحقيق السعادة للعروسة: “الحنة اليوم تطورت لحد لا يشبه الأمس، فقد دخلت فكرة أزياء وكرنفالات العالم، والموروث الشعبى لكثير من الشعوب، والموسيقى المصاحبة لها، وتصميمات خاصة أيضا نصنعها على مهل، بالإضافة لبنات الشو”.

تؤكد روينا أنها تجدد هذه الملابس على الأقل مرتين فى السنة، لأنها تستهلك فى مواسم الأفراح الكتير؛ (أفراح عيد الفطر والأضحى وأعياد المسيحيين ورأس السنة)، عن تجديد هذه الملابس هل تدخل بها تصميمات جديدة: “لازم نحتفظ بالأزياء الكلاسيكية المعروفة عند الناس؛ الملابس الصعيد، الفلاحى، البدوى، وبنجدد كمان لو ظهرت حاجة جديدة، أو أنا عجبنى تصميم فطورته ونفذته”.

حنانة

بنات الشو.. مساعدات العروسة

عن “بنات الشو” توضح السيدة “أنهن مساعدات للعروسة، بيساعدوها فى اللبس وفى الاستعراض، وبيجرأوها لو مبتعرفش ترقص، بيعملوا حالة حلوة بتكمل البهجة”.

تشدد روينا أنها تختار بناتها بعناية، فهن صورتها وسفراءها أمام الجميع، توضح: “مهمتهم مساعدة العروسة، بيكونوا متعلمين وفيه منهم خريجات معاهد متوسطة وفوق المتوسطة كمان”.

 عن شروط اختيارها لهن، تقول: “الشكل والمظهر والثقافة والتعليم، ببساطة يكون عندها أسلوب”. تستطرد (يعنى مثلا معلش اللى مش متعلمة مش زى اللى معاها دبلوم مش زى اللى معاها معهد، كل واحدة نمط لوحدها، ولأنهم صورتى قدام الناس، فلازم يشرفونى طبعا، وأكون حريصة جدا،وأنا بختار اللى هتكون سفيرة ليه عند الناس”.. عن أعدادهن، تخبرنا: (بحسب الحنة، لكن لا تقل عن واحدة أو اثنين وأحيانا تزيد لـ4 أو 6 بنات، بحسب متطلبات العروسة).

عن سبب هذا التطور تكشف السيدة أن (التنافس وراء هذا التطور، بالإضافة إلى تجدد شكل المجتمع، وده بيفرض إننا نجدد ونطور عشان نجارى شكل المجتمع الجديد).

9999

الحنانة مستمرة

“طول ما أنت عندك أفكار، وقادر تتطور مع الزمن، عمرك ما هتنقرض، بالعكس العرايس هتبقى حريصة على وجودك جدا”…

 بهذا أخبرتنا روينا حينما سألتها عن احتمالية انقراض المهنة، واختفاء طقس الحنة، على نحو  ما اختفت طقوس كثيرة مع اختلاف شكل المجتمع الحديث.

تتابع: “مادامت المهنة قادرة تقاوم وتطور نفسها بشكل دائم، عمر الناس ما هستغنى عنها، الموروث بيعيش برضو، والناس بتكون مبسوطة، ما أفتكرش إنها ممكن تنقرض، ويتهيالى الموروث اللى ممكن يكون انقرض هو اللى مقدرش يتواكب مع فكرة تطور المجتمع ويقدم جديد”.

الدراما والسينما

عن مصدر الأفكار التى تلهم روينا تقول: “بيكون على سبيل المثال السينما والدراما،  مثلا من 10 سنين وأنا بقدم استعراض شويكار 5 قارات مثلا، مشهد رقصة مهند ونور من الدراما التركية استحدثته من 2008، وملابس الكاوبوى، والدراما الهندية، بالإضافة لأفكار خاصة بى، وكل سنة بجدد ملابس لبنانى مثلا، وببقى مركزة دايما على التجديد ودايما فى بالى”.

عن توقيت دخول هذه الاستعراضات ليلة الحناء، تخبرنا: “مش عايزة أقول إنى أول من أدخل هذه الاستعراضات، بس ده حقيقى فعلا، أنا شغلى ناس كتير بتابعه، ومنافسين كتير بيقلدونى، مهند ونور من وقت المسلسل وشويكار بقدمها من سنين، وناس كتير بعدى نفذت الاستعراضات دى”.

أخبرتنا أيضا أن لديها استعراضات جديدة فى موسم أفراح عيد الفطر، ورفضت الإفصاح عنه، كى لا تسرق أفكار هذه الاستعراضات، “خليها مفاجأة للجميع”، تستكمل: العروسة بتحب الموضوع فلازم أجدد كسرًا للروتين، وإلا هيبقى إيه الفرق بين حنة عروسة وحنة عروسة تانية؟”.

4

خطة ليلة الحنـــاء

“العروسة ملكة الليلة هى اللى بتحدد”..

روينا لا تخطط لشىء، وليس لديها تصور تفرضه على أى عروسة، فطلبات ورغبات العروسة وصديقاتها هى الحكم، العروسة هى الملكة وعليها أن تحدد، ونحن نلبى سعادتها”.

توضح: “هناك عرائس تريد أن تختلف ملابسهن عن بنات الشو وصديقاتها، بهدف التميز، وأخريات يذهبن لارتداء نفس الملابس، توحيدا للذوق، وللشعور بمشاركة الفرحة، الناس فى الفرحة مذاهب”.

258

استعراض فنى وإخرج سينمائى

  شعرت مع السيدة روينا وهى تحدثنى بمحبة وإخلاص لمهنتها أنها أشبه بمخرجة سينمائية حريصة على إخراج حفلها بطريقة مبهرة، تهتم بتفاصيل الموسيقى والعروض بل وسعادة الجمهور مما تقدمه، وفق رؤية بصرية مميزة، وحينما عرضت عليها الأمر، ابتسمت وأخبرتنى بروح أنثى، بعيدا عن حديث المهنة الذى طال الحديث عنه: “زى ما قلت لك ده مشهد واحد، لن يتكرر، فحقيقى بكون حريصة على أن العروسة تعيش كل تفاصيله بسعادة، ويبقى زى فيلم تسجيلى ليها تفتكره جواها، أو لو طلبت تصويره فتتفرج عليه، البنات غلابة وكتير منهم مكسور لسبب أو لآخر، ففعلا بكون مبسوطة لما بشوف الفرحة فى عيونهم”.

أضافت: “فيه بنات مش بيبقى معاهم الخد الأدنى لسعر الليلة، بشوف إمكانياتها إيه، وبعمل لها عرض خاص على قد ظروفها”، تقديرا منها لقيمة الفرحة التى بإمكانها أن ترسمها على وجه العروسة، “بحاول أسعدها قدر الإمكان، فى حدود المتاح، لأن ليها حق الفرحة، وكلمتنى فمينفعش أخذلها”.

999999

قراءة أجواء الفرح

تتابع: “الموضوع يتعلق بنوع الضيوف، وبأحوال أهل الفرح، يعنى مبسوطين فبشغلهم أغانى شعبى، فيزيد الفرح والانبساط، ولو مشغولين بلفت انتباهم بشكل أو بآخر، يعنى بحسب الأجواء، وعامل الخبرة الحقيقة بيفرق، فيه عرايس بتحب حماقى وعمرو، وفيه اللى بتحب شعبى”.

عن المطلب الذى تحدثها عنه كل عروسة تقول: “أى عروسة بتحب تكون ملكة، ومش شبه حد، الليلة بتاعتها، فالطلب الرئيسى، التجديد وكرنفالات الملابس والاستعراضات الجديدة”، عن التعليمات التى تمليها على الحضور: تخبرنا: “ممنوع التصوير إلا بطلب من العروسة، أو بكاميراتنا، والعروسة طالبة ده منى، كمان فكرة المتعلقات الشخصية، مسئولية أصحابها، ده فرح يعنى مكان عام، عشان الليلة تعدى جميلة وميحصلش مشكلة”.

تكاليف ليلة الحنـــاء

تخبرنا روينا أن الأسعار تبدأ من 1800 جنيه، وتتضمن الـ(“دى جى” ولبس العروسة، وبنات الشو، أو مساعدة العروسة تحديدا)، وكل ما تزيد طلبات العروسة من زيادة عدد الأطقم أو الملابس، أو الديكور، بيزيد السعر، بس أقصى سعر بيكون (2200 جنيه)، يتضمن (بنات الشو، ورسم الحناء للعروسة وصديقاتها، والاستعراضات بتزيد طبعا”.

سألتها عن الأطقم، قالت: “عندى 6 أطقم “ملابس وأزياء مختلفة”، و8، و10، و12 طقما، وفيه بعد 12 برضو، بس ده بحسب طلب العروسة، تبتسم: “آخر ليلة حناء أحيتها العروسة طلبت 18 طقما، تنوعت بين (الصعيدى، والفلاحى والبدوى وسنو وايت واستعراض شويكار وطبعا ده لوحده 5 أزياء، وسنو وايت، والهندى أكتر من استعراض، واللبنانى، ومارلين مونرو، وهاواى.. إلخ”، وأنهت حديثها أكتر حاجة بتسعدنى لما بشوف الفرحة فى عين العروسة.

زواج على ورقة طلاق.. شهرزاد تروى الحكايات الحزينة

كتب ــ مصطفى سليم وشيماء زايد

فى بيت يتكون من 3 طوابق، كل طابق به ١٠ غرف، يتوسطه ممر طويل بنهايته حمام واحد للجميع، بمنشية ناصر فى القاهرة، عاشت نسمة منذ ما يقرب من 14 عاما، قبل أن تحمل وليدها الذى حملت به سفاحا من زوج أختها على كتفها وترحل فى أحياء القاهرة الأخرى، ليستقر بها المقام أخيرا فى أحد أحياء مدينة السادس من أكتوبر، بعد رحلة من المعاناة كانت تحط رحالها أينما رأت شـُـبهةَ أمان أو استقرار فى مكان ما لدى إحدى صديقاتها أو أى من معارفها وفقما يقتضى الحال.

“انتهت حياتى قبل أن تبدأ”

كان هذا هو التعبير الصادم الذى صفعت به نسمة، وجهى أثناء حديثها، كأن حجرا سقط على رأسى من السماء، إذ أين الحياة التى لم تبدأ بعد وهى ابنة السابعة عشرة عاما آنذاك؟، حسبما كشفت لنا عن بدء معاناتها التى ورطت نفسها بها، وإن لم تـُلق بلوم أو عتاب على ظروفها، فكثير من بنات منطقتها يعشن حياة ليست سعيدة، لكنها آمنة نسبيا بحسب معاييرهن للأمان (راجل يستر ومحدش بيتعرض لها) بحسب الفتاة.

 

 

من هنا بدأت المأساة

بعفوية أثارت الفتاة، التى تجاوزت الثلاثين من عمرها، فضولنا لفتح خزانة الحكايات، لتخبرنا:  “كنت فى السابعة عشرة من عمرى، أعيش أنا وعائلتى المكونة من ٧ أفراد، بينهم أختى وزوجها فى غرفة واحدة، عاشرنى زوج أختى إلى أن حملت منه بعدما كنت أرى وأسمع كل ما يدور بينهما أثناء الحالة الحميمية”.

تمتلأ عيناها بالدموع، “غلبتنى شهوة مؤقتة فحولت حياتى إلى لعنة تطاردنى طوال العمر، فلم أعد أعرف ماذا سأحكى لابنى حينما يكبر؟، وبماذا سأخبره عن أبيه؟.. إنها حكاية العار والخطيئة”.

 

حكاية العار والخطيئة

عن أكثر ما أرقها فى هذه الفترة الحرجة، أخبرتنى: “حين علمت بحملها، فاضطرت أختها وزوجها إلى اتخاذ قرار الانفصال كى تستطيع هى الزواج منه، وتتمكن من نسب الطفل إليه فى المحررات الرسمية.. الغريب أن نسمة طلبت الطلاق بمجرد أن وضعت طفلها، وعن سبب الطلاق المبكر الذى استمر تسعة أشهر، ولم يكمل عامه الأول، وانتهى غريبا كما عقد على نحو أكثر غرابة، تقول الفتاة: “لم يكن القرار صعبا بالنسبة لى، فقد كنت معنية بأن أستعيد إنسانيتى بعد أن فقدت علاقتى بأختى وعائلتى”.

 

إحصاءات وأرقام

وفقا للإحصاءات والبيانات الرسمية المصرية، الصادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، بشأن انتشار معدلات الطلاق على نحو واسع خلال 2017، ، فـ”إن عدد المطلقين فى مصر بلغ 710 آلاف و850 نسمة، وتزيد الإناث المطلقات بنسبة 64.9% عن الذكور بنسبة 35.1%”.

وسجلت الإحصاءات الرسمية الصادرة عن الجهاز نفسه عن عام 2017 أن حالة طلاق واحدة تحدث كل 4 دقائق، ومجمل الحالات على مستوى اليوم الواحد تتجاوز 250 حالة، وأحيانا لا تزيد مدة الزواج فى بعض الحالات أكثر من عدة ساعات بعد عقد القران، فى الوقت الذى تنتظر فيه المطلقات والرغبات فى الطلاق فى طابور طويل أمام محاكم الأسرة كى تسمع القرار الذى سيرسم وجه مستقبلها من قبل المحكمة المتخصصة فى الأحوال الشخصية بمصر.

وحسب تقرير مركز معلومات مجلس الوزراء فمصر تحتل المرتبة الأولى عالمياً، بعد ارتفاع نسب الطلاق فيها من 7% إلى 40% خلال الخمسين عاماً الأخيرة , حيث يتردد نحو مليون حالة طلاق سنوياً على محاكم الأسرة بمصر، وتقع 240 حالة طلاق يومياً بمعدل عشر حالات طلاق كل ساعة.

 

“سيدة أم عذراء؟.. تلك هى المشكلة”

لم يكن حال شاهندة، وهو اسم مستعار، بأحسن حال من نظيرتها نسمة، رغم أنها لم ترتكب خطيئة حقيقية سوى أنها أساءت الاختيار، تورطت فى علاقة مع مريض نفسى مارس ساديته عليها، وتسترت هى عليه، لتــُصدم شاهى بحياة أفقدتها معنى الحياة.

“أنا مش عارفة أنا مدام ولا آنسة”.. هذا ما نطقت به السيدة شاهيناز بحسرة، لنكتشف أن القصة التى عثرنا عليها من بين عشرات قصص الانفصال التقليدية، هى إشكالية درامية تشبه تماما الأزمة التى صنعها وليم شكسبير فى رائعته هاملت حين أنطقه: “أكون أو لا أكون.. تلك هى المشكلة”، لكن التراجيديا هنا تجاوزت فكرة الوجود لفكرة الهوية، “سيدة أم آنسة”.. على نحو ما نطقت شاهيناز التى تتعثر الحروف وهى تحاول أن تكتب عن السيدة.

 

شاهى، البالغة من العمر 29 عاما، تجسد فى لعبة الحياة مأساة عصفور ساقه حظه العثر فى الوقوع بكف الطفل، لم تجد شاهى فيمن ارتبطت به رجلا يشبع رغباتها، كما لم يترك جسدها وروحها بريئة، ببساطة كانت شاهى فى اللعبة قربانا ساقوه إلى مذبح مريض نفسى، فاغتصبها المرة تلو المرة، وخشيت هى بدورها أن تصرخ خوفا من اتهامات المجتمع الذى يقف لها بالمرصاد ليطلق على شرفها ألسنته الشرهة التى تستمتع بالارتواء من المجارى، إذا ما تحدثت فى شأن يخدش الحياء العام، وكأن لسان حالهم “يصرخ فيها أن تسكت صونا للعرض”.

شاهى، ابنة لأسرة محافظة تسكن وسط القاهرة، تزوجت لمدة شهرين، بعدما عانت من شك الزوج ومن إدمانه مشاهدة الأفلام الإباحية، وإدمان العادة السرية أمام عينيها وهو الذى يعانى ضعفا جنسيا بين أحضانها!

تقول شاهى: “عانيت كثيرا من مخيلته الجنسية المريضة، وفرض علىّ المجتمع الصمت أمام هذا المختل، كى لا أفسد حياة أخواتى”،  فهى ابنة أسرة محافظة وأكبر أخواتها التى كانت لهن أما وأختا، فحاولت أن تحتمل الكابوس الذى تعيش فيه، سألناه عن العلاقة بين هذا وذلك، أخبرتنا بقين مجتمعى تحسد على الرضا به رغم مكانتها الاجتماعية الرفيعة: “ببساطة الصورة الذهنية للمطلقة فى العقل الجمعى المصرى، وأثر هذا سلبا على زواج أخواتها”.

عن نوعية زوجها المختل، روت الفتاة بأسف: “أجبرنى على ممارسة الجنس معه بأوضاع لم أكن أستوعبها، بسادية مريضة”، تابعت: “عرفت كل ما له علاقة بالجنس لكن لم أعرف ما هو؟!، لم أعد ببراءة الآنسات كم لم أدخل فى عدد المتزوجات، كنت آلة جنسية يلهو بها هذا المريض”.

تستكمل الفتاة “لقد أذاها بالهلاوس أيضا لفترة وطاوعته كى لا أفسد الحياة، كان علينا ونحن نستعدان للحالة الحميمية أن نذهب بخيالنا بعيدا تماما، كأننا نمثلان فيلما إباحيا كى يستطيع هذا المعتوه أن يستثار، وكأنه كان بحاجة إلى عاهرة لا إلى زوجة”، بحسب شاهىن ومع هذا كان هذا المختل يمارس العادة السرية من 4 إلى 5 مرات فى وقت لا يستطيع معاشرتى كرجل”.

سألناها، هل بإمكانها أن تكرر تجربة الزواج، خاصة مع جمالها الذى تبدو عليه، أخبرتنا: “على العكس أنا أهرب منه، فلم تعد لدى طاقة لتكرر المذلة أو الانهيار الذى خلفته تفاصيل الطلاق المرهقة، والتى تنازلت خلاله عن كامل حقوقها الزوجية، بعدما خلعته فرارا من هلوساته التى تسعى جاهدة للتخلص من أشباحها، وإن لم تستطع بعد ولا تزال الكوابيس تطاردها”. 

 

تعددت الأسباب والطلاق واحد

اختلفت أسباب فك الرباط المقدس ما بين سوء الاختيار، والخيانة، والملل الزوجى، والتسلط والندية، والبحث عن اللذات والنشوة، وأحيانا شذوذ الزوج، إلى جوار أسباب أخرى كثيرة لاتزال تكشف الأيام عنها بغرابة، ويشهدها مكتب تسوية النزاعات بمحكمة الأسرة التى سمعنا من أمامها الكثير من الروايات لسيدات ورجال أخبرونا كيف تحولت حياتهم إلى جحيم بعد الزواج حتى بات الطلاق أملهم فى الحياه مرة أخرى، أو بحد تعبير إحداهن (عايشة فى كابوس وعايزة أفوق).

 

الزوج الدوبلير.. تزوجت رجلا غير زوجى

إذا كانت شاهى اكتشفت تغيير طباع زوجها ومرضه بعد الزواج، فإن للسيدة أمل دراما من نوع آخر، فلم تكن صدمتها كأى امرأة تغيرت طباع زوجها بعد الزواج، أو أسقط عنه أقنعة الخطوبة بعدما أغلق عليهما باب الشقة، إذ اكتشفت أنها تزوجت من رجل غير الرجل الذى عرفته بالمعنى الحرفى للكلمة فلا الاسم هو الاسم، كما لم يكن مصريا، والأدهى متزوج ولديه 5 أطفال، ببساطة كـأنى أمام مشهد سينمائى يستعان به بدوبلير يقوم بدور زوج فى حياة جديدة.

  

سألناها عن التفاصيل، روت: “تزوجت وأنا عمرى 18 سنة، هربا من بيت مفكك، وأب لا يعى مسؤوليات الأبوة، ارتبطت بأول شاب طرق بابى، كان من أسرة كريمة، أو هكذا يفترض، وبعد الزواج بم يترك الرجل ذنبا إلا وارتكبه”، كان مخلصا فى ذنوبه، تعبر بسخرية.

تتابع أمل: “تكبدت المتاعب أملا فى إصلاحه وحتى لا أعود إلى بيت أبى مرة أخرى، ولكن دون فائدة، كل يوم معاناه جديدة بين زوج مدمن، وعمل ظالم، وطفل صغير يحتاج من يرعاه، رفعت قضية خلع واتطلقت”.

تبتسم السيدة ابنة الثلاثين عاما، تستطرد: “تجاوزت كل مشاكلى ومشاعرى وخيبة أملى، وفرحت أنى تخلصت من الكابوس “اللى كان كاتم على قلبى وحياتى”، وحمدت الله أنى نجوت بما تبقى منى، عملت فى أكثر من عمل حتى أوفر لى ولابنى حياة كريمة، مرت السنين التى عانيت فيها من الوحدة والضياع والعبث والهرولة وراء اللاشىء، إلى أن جاء اليوم وتعرفت على شاب وسيم معسول الكلام”.

تبتسم بمرارة: “بدا لى آنذاك رجلا لا ينتمى إلى عالم الرجال، بل هو خلقٌ وحده، طلب منى الزواج، ظل يطاردنى فى كل مكان، وافقت هربا من الوحدة ومشقة كسب العيش”.

تصمت، تغلبها الدموع: “أعمانى حلم الاستقرار عن معرفة من يكون وما تفاصيله الأسرية، وبعد شهرين من الزواج الهادئ الجميل، وبعدما شعرت بالحب والأمان، استيقظت على ريح أخذت كل شىء، إذ اكتشفت أنى ألقيت نفسى فى متاهة تخلصا من الوحدة، زوجى الذى “فرش لى البحر طحينة”، (مثل مصرى يوحى بالنصب والكذب)، تزوجنى بأوراق مزورة.. نعم تزوجت رجلا أجنبيا، من دولة أخرى، يعيش بأوراق غير قانونية, لديه زوجة، وخمسة أطفال، وكنت آخر من يعلم”.

 

الزواج ليس نزوة أو لقبا اجتماعيا

الدكتورة عزة حامد زيان، استشارى العلاقات الزوجية، توضح أن العلاقات الناجحة تحتاج إلى تفهم كبير من الطرفين وبذل الجهد من أجل الاستمرار، ففى بعض الأحيان يكون هناك خلط بين الحب ومفهوم الحياة الزوجية، وهو ما يقع فيه غالبية المقبلين على الزواج.

تشدد عزة: “لابد أن نفرق بين المفهومين جيدا، فمشاعر الإنسان ليست مستقرة وتتدخل فى ذلك الظروف المحيطة بالعلاقة ،كما أن هناك شخصيات مؤهلة للطلاق بسبب تركيبتها النفسية مثل الشخصية الوسواسية والاكتئابية والعدوانية والاستفزازية، تشير أيضا إلى أنه لابد أيضا من دراسة شخصية الطرف الثانى فى العلاقة جيدا، فقرار الطلاق ليس سهلا وإن كان ضورة فى بعض الأحيان.

تقدم استشارى العلاقات الزوجية روشتة لمعالجة معدلات نسب الطلاق المخيفة وتُجملها فى التنشئه السليمة بالمنزل والتعود على تحمل المسؤولية، وإنشاء مراكز تدريب للشباب المقبل على الزواج للتعریف بالحیاة الزوجیة وأهمیتها وكیفیة إقامة حياة زوجية مستقرة وإن لم تكن سعيدة على أقل تقدير”.

 

تضيف عزة: “يجب أيضا إضافة مادة للتدريس عن الزواج وبناء الأسرة بالمناهج الدراسية، وتتبنى وسائل الإعلام الفكرة عن طريق إدراج برامج جديدة تناقش فكرة الزواج فى ظل التغيرات التى حدثت فى الآونة الأخيرة، وارتفاع نسب الطلاق بين الشباب فى مختلف الطبقات الاجتماعية والتى يكون سببها الرئيسى سوء الاختيار وعدم فهم طبيعة الحياة الزوجية ومعرفة دور كل طرف مبادئ العلاقه الزوجية الناجحة”، وشددت أن العلاقه الناجحة لا تبنى على التضحية وتقديم التنازلات، بل على مبدأ العطاء والحب المتبادل بين الطرفين”.

تتابع: ينبغى أيضا معرفه الفرق بين قوامة الرجل واستعمال القوة والسيطرة، وأشارت إلى ضرورة المشاركة فى اتخاذ القرارات وعدم انفراد أحد الشريكين بالقرار، والأهم احترام الجسد وإشباع العلاقات الجنسية، فالعلاقة الجنسية السوية عامل كبير يسهم فى استقرار الفرد والمجتمع”.

التدخين الإلكترونى.. رحلة مدخن من السيجارة إلى «الفيب»

“بدأت بجهاز للمبتدئين على سبيل التجربة، وكان السؤال هل هيدينى نفس مزاج السجاير وهقدر أبطلها.. كان عندى إرادة إنى أشيل فكرة التدخين من دماغى، وبدأت أعوض نسبة النيكوتين بالفيب، بدأت بنسبة نيكوتين عالية (6 نيكوتين) لقيتها بتدينى نفس المزاج، وحسيت باختلاف فى النـَفس وفى النوم، والتخبيط اللى كان فى صدرى…”.

بيكو.jpg

على هذا النحو يروى إيهاب ناجى قصة رحلته من التدخين إلى الفيب، الذى أحبه بعدما قرأ عنه على كافة المستويات بدءا من شكل الجهاز والمواد المستخدمة والنكهات، والأهم إنه سيساعده على الاقلاع عن التدخين.

فيب 1

 

“الفيب، أو التدخين الإلكترونى، يتكون من 3 أجزاء أساسية (المود (Mod)، والتانك (Atmomizer)، والبطاريات (Battery)، وبالطبع الزيت أو الليكويد.. يعمل الجهاز، أو المود، عندما يسخن ليكويد التانك، عن طريق سلك حرارى داخل التانك (الكويل) فبيتحرق ويطلع دخان كثيف”، وفقا لإيهاب.

 بيكو 2

“مجتمع الفيب”، كلمة انتشرت فى أوساط الشباب المصريين بعدما استحوذ دخان الشيشة الإلكترونية على شوارع ومقاهى القاهرة، بل اجتذب عددا كبيرا من مدخنى السجائر، وتجمع “الفيبرز”، لقب من يدخن الفيب فى أوساط الشباب، على مواقع التواصل الاجتماعى فيسبوك لمد يد المساعدة إلى الآخرين للإقلاع عن التدخين، والانضمام لهذا المجتمع، وتقديم النصائح للمبتدئين.

تدخين الكترونى.png 

 

 أنشأ “الفيبرز” مجموعات متعددة من الصفحات تحت مسميات كثيرة، منها (مطورى التدخين الإلكترونى، ونادى التدخين الملكى)، وبدأت مجموعات أخرى تسمى نفسها بأسماء أحياء المدن وبعض المحافظات، (مطورى التدخين الإلكترونى فى الإسكندرية، فى دمياط، فى سوهاج، فى الشروق)، إلى أن بلغ عدد المشتركين بهذه الصفحات نحو 44,208 متابع غير الصفحات والمجموعات الأخرى.

بسؤال إيهاب، البالغ من العمر 35 عاما، ويعمل صحفيا، إذا ما ساعده الفيب بالفعل فى الإقلاع عن التدخين، قال: “كملت في تجربة الفيب لحد ما قدرت استغنى عن التدخين نهائيا.. مرة حاولت أشرب سيجارة بعد فترة من دخول عالم الفيب على سبيل التجربة، عشان أشوف هل في اختلاف ولا لأ؟.. مع أول نفس من السيجارة، اللي كنت شره فيها من مدة، حسيت بشياط، وإنى مش طايقها، ومحاولتش أجربها تانى، الفيب قدر يبعدنى نفسيا ومزاجيا عن السجاير، وبقالي سنتين بـفيب، وماجتش السجاير فى بالى”.

 

فيب 55.jpg

عالم ملىء بالتجربة

غير إيهاب عددا كبيرا من “المودات”، أجهزة الفيب، عن هذا يروى: “أنا زى كتير من الناس، بيحب التغيير والتجربة، ويشوف الأحسن والأقوى، لأن فى حاجات بتنزل ليها مميزات عن اللى كنت بستخدمه”.

بوب

يأخذ إيهاب أنفاسا طويلة ويخرجها دخانا كثيفا، يتابع، ويبدو عليه تحسن المزاج: “بدأت بجهاز المبتدئين اسمه (كينجر تك) ببطارية واحدة، ولما حبيت أجرب حاجة أقوى وأعلى استخدمت جهاز اسمه (ipv5)، وجبتله تانك اسمه “سيربنت”،  بعد كده غيرت التانك بحاجة أحسن، واستخدمت تانك اسمه (ايميت).

سألناه: هل توقف عند هذا التغيير، فابتسم: “بعدها غيرت الجهاز، وجبت حاجة تانية أقوى فى البطارية، وأخف فى الوزن، وأصغر فى الحجم، وأقوى فى الأداء، جهاز اسمه (بوما)، وده اللى معايا دلوقتى”.

 3

عن سبب هذه التجارب الكثيرة التى دخلها الشاب الثلاثينى، أخبرنا بعدما سحب عدد من الأنفاس المرة تلو المرة،: “فكرة تغيير المودات والتانكات لأن كل يوم فى جديد، بإمكانيات جديدة، زى الموبايل والعربية، كل شركة بتحاول تبتكر في الشكل والإمكانيات، وبما إننا فى مجال التدخين الديجتال، وفقا لتعبيره، فأكيد برضه فى حاجات جديدة بتظهر فبنجربها، وده طبعا لهواة التغيير ومحبي التجارب، ليه أصدقاء (فيبر برضو) لكن معندهمش هواية التجربة مكتفيين بأول جهاز اشتروه، ومقضى معاهم الغرض”.

 كابريو

3 أنواع من أجهزة الفيب

يتابع إيهاب أن أجهزة الفيب 3 أنواع: “النوع الأول الميكانيكل، (أو الحركى) وده مافيهوش شريحة تحكم، يعتمد على “الواط”، (وحدة قياس الكهرباء فى الجهاز)، حسب شحن البطارية؛ (كم فولت، مقاومة البِلد (يسمى أيضا الكويل أو السخان اللى بيتسبب فى التبخير)، يعنى كل ما نقص شحن البطارية نقص الفولت، وبينزل معك الواط وتقل قوة التبخير وهكذا”.

سائل

النوع الثانى، بيسموه ( VV)، وده بيعتمد في التسخين على قوة الفولت، والتوصيل غالبا في الأجهزة بيكون على شكل متتاليات، وأنت عندك بطاريتين يعني بيوصل عندك الفولت إلى8.4 ، والأجهزة دى يكون فيها شريحة تحكم، لكن بدون شاشة .. بتتحكم فيه من خلال قياس قوة الحركة بحاجة اسمها (potentiometer)، من خلال ده تتحكم فى شدة التيار الواصل للبِلد (أو الكويل)، وغالبا يكون ثابت، لأن زى ما قلنا فيه شريحة من النوع ده مش آمنة تماما، لازم تكون عندك دراية عن مدى أمان البطارية، وعادة بتنزل لحد فولت ١.٥ في الأجهزة، عشان الشريحة ماتتحرقش..طبعا الأجهزة دى بتديك أداء ثابت وقوى اكثر من أجهزة (VW، الفولت والواط)، لكن مش آمنة مثل VW، وطبعا الأجهزة دي مستحيل يكون فيها تحكم حرارى TC“.

4

النوع الثالث أجهزة الـ(VW)،  الشريحة اللى فيها بتتحكم بقوة التسخين من خلال قوة الواط الواصل للبيلد، “الكويل”، وهذه الأجهزة تكون مدعومة بشاشة صغيرة الحجم تدعم التحكم الحرارى.

يتابع ناجى: “الفولت فى الأجهزة دى بيبقى متغير، والأمبير كذلك، حسب مقاومة البيلد، لكن الواط بيكون ثابت، طبعا شريحتها مش بتديك الأداء مثل الميكانيكل و(VV)،  لكن هى الأكثر أمانا، ودى الأكتر انتشارا واستخداما فى مصر”.

 فيب رئيسية 2

الفيب.. موديلات وأسعار

يقدم إيهاب خريطة لعالم الفيب، فيقول: “لو أنت مبتدئ، فأنت محتاج جهاز المبتدئين الكامل  (Starter Full Kit)، لأنه مش بيحتاج تدخل منك كتير غير إنك تملأ “تانك الجهاز” وتسحب الأنفاس بعدها، هتلاقى ده فى أجهزة زى (Istick Pico أو Smok Alien 85 أو ONE Vape Starter Kit)، متوسط أسعارها من 1000 جنيه إلى 1500 بدون بطاريات, وبتشتغل ببطارية واحدة، وكلها بتشتغل بكويلات (مولد الحرارة) جاهزة، ومتوفرة فى السوق ده طبعا كمبتدئ، أو الناس اللى صعب عليهم يجهزوا الكويل “الريبلد”، ولو عايز كيت أعلى شوية عشان متغيرش كل شوية في كذا كيت ممكن تناسبك (Smok Alien 220 أو Wismec Full kit وغيرها)، سعرها يبدأ من 1750 إلى 2500 بدون بطاريات, وبتشتغل ببطاريتين، من مميزاتها إنك بعد كدا ممكن تغير التانك بس، وتجيب تانك أعلى، كويل جاهز، أو ريبلد، أسعار التانك بتبدأ من 500 إلى 1500 طبعا حسب البراند والمقاس.

 فيب 66

سائل الفيب.. أذواق وأمزجة

يروى إيهاب، “بالنسبة لليكويد، أو السائل، فدى أذواق شخصية، وكل واحد ومزاجه، فى أنواع كتير في السوق وبأسعار متفاوتة تبدأ من 50 جنيها إلى  140 جنيها، (حجم الزجاجة 30 مل)، ده محلى الصناعة، أما المستورد يبدأ من 250 إلى 750 جنيها مصريا، والأخير ده سعر أجود الأنواع المستوردة”.

عن معنى إنها أذواق، أخبرنا: “يعنى لازم الفيبر “المستخدم” يجرب بنفسه، يتذوق النكهات والأنواع المختلفة، لحد ما يوصل للى مزاجه يتظبط معاه، بالمناسبة الليكويد متوفر بتركيز نيكوتين يبدأ من “زيرو نيكوتين” إلى 6، وفى كمان 9 و12،  بس مش متوفر فى جميع اللينات (الشركات المصنعة).

 فيب 44.jpg

تاريخ الفيب فى مصر

إلى الصين يرجع الموطن الأصلى للفيب، وفقا لدراسة أجراها مركز البحوث والتسويق، بعدها استوردتها أمريكا وبدأت تضخها بالأسواق منذ عام 2006، لتتصدر منذ هذا التاريخ سوق الفيب.

كريم، صاحب محل فيب وأدوات تدخين فى حى الزمالك، يقول: “سوق الفيب بدأت في العالم بداية من 2006، وانتشرت فى مصر من 3 سنوات تقريبا، كانت معروفة قبل كدا طبعا، لكن مش على مستوى جماهيرى، وبدأ بعض الشباب يدخل على الإنترنت، ويعرف كمان سر تصنيع الليكويد، وفعلا بدأنا نصنع محلى، وفيه (لاينات) هايلة، أشهرها، (بروجكت، اينزو، إيجل، روك)، غالبا ده اللى بيطلب منى).

 كابريو 2

يتابع كريم “تتوفر هذه الأنواع وغيرها بالعديد من النكهات، وهى مصرح بها قانونا”، وعن مكونات الليكود “زيت الفيب”: “يتم تصنيع الليكود من 4 مكونات، (البرولين والجليسرين النباتي والنكهة والنيكوتين).

«شهداء العودة».. الاحتلال ينتحرعلى طريقة يهوذا

تزامنت وقائع «مسيرة العودة» الفلسطينية في الجمعة الثانية مع «جمعة الآلام»، أو «الجمعة العظيمة»، وبينما أسفرت مسيرة العودة في جمعتها الثانية المسماة بـ«جمعة الكوشوك»؛ «جمعة اللهب»، عن استشهاد 10 وإصابة 1350، شهدت «الجمعة العظيمة» صلب يسوع ودفنه، قبل قيامته من بين الأموات بعد ثلاثة أيام من الصلب والموت، وفقا لرواية العهد الجديد.. فهل سيكون تزامن الجُـمعتين عظيما، ويخلق من رَحمه أكثر من يوم جمعة، عــلَّها تكون الانتفاضة الأخيرة التي تهب الشعب المقاوم حق تقرير المصير وتحقق حلم العودة.

88

بحلول عيد القيامة ينتهي الصوم الكبير الذي يستمر أربعين يوماً؛ كما ينتهي أيضا أسبوع الآلام الذي يتمثل في (حد الزعف، وأربعاء أيوب، وخميس العهد، والجمعة العظيمة، وسبت النور)، انتهاءً بـ”أحد القيامة”.. فهل ستنتهى الآلام، وتتوقف سياسة التجويع وخلق الأزمات الاقتصادية التى يصنعها الاحتلال بقيامة شعب لايزال يقبض على جمر المقاومة؟

انتحر يهوذا الإسخريوطي، تلميذ المسيح، بعدما خانه وسلمه لليهود مقابل ثلاثين قطعة فضة، فهل ستـُرهب قيامة الفلسطينيين المستوطنين الصهاينة الذين استولوا على أراضي الشعب تحت تهديد سلاح الاحتلال وحمايته، هل سيواصل أصحاب حق العودة المسير، ويجبرون الاحتلال على الجلوس إلى طاولة المفاوضات فى زمن النهضة الفلسطينية ويتحقق أمل الدولة المستقلة وعاصمتها القدس؟.

غزة 1

البدايــة 

جاءت البداية بدعوة القوى الوطنية الفلسطينية لأبناء شعبها بإحياء يوم الأرض، منذ ما يقرب من عشرين يوما، كمقدمة لفعاليات ذكرى النكبة ومسيرات العودة التي أقرت وطنيا هذا العام باعتبار يوم الأرض تدشينا لفعاليات الذكرى الـ70 للنكبة، تأكيدا على حق المقاومة، ورفضا لـ«صفقة القرن» التى رعتها إدارة ترامب، وتمردا على مشروعات الاحتلال الاستيطانية.

وسريعا تطورت ردود أفعال الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، وقرروا الخروج عقب صلاة الجمعة الموافق الثلاثين من مارس الماضي، أفواجا في مسيرات اتفقوا على تسميتها “مسيرة العودة”، إحياءً ليوم الأرض وتأكيداً على حقهم بالعودة إلى بلداتهم التى أخرجتهم منها قوات الاحتلال.

22
وتعود ذكرى “يوم الأرض” إلى قرار الحكومة الإسرائيلية عام 1976 مصادرة مساحات شاسعة من أخصب أراضى سهول البطوف فى منطقة الجليل تابعة لمدن دير حنا وعرابة وسخنين التى تشكل مثلثا جغرافيا، وأسفر القرار عن مسيرة غاضبة قتلت خلالها الشرطة الاسرائيلية 6 من العرب وألغى أمر المصادرة آنذاك، ومن أسف أن يوم الإحياء هذا العام 2018 أسفر عن استشهاد 15 فلسطينيا، وإصابة ما يزيد على 1400 آخرين في مواجهات بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والمتظاهرين الفلسطينيين الذين تجمعوا عند السياج الفاصل لقطاع غزة إحياء للذكرى الـ42 ليوم الأرض.

وخرجت مسيرات حاشدة في مثلث يوم الأرض الخالد (سخنين، عرابة، ودير حنا) بمشاركة قيادات وكوادر من الحركات والأحزاب الوطنية، ونواب من القائمة المشتركة، ورؤساء سلطات محلية وشخصيات اجتماعية ودينية، والتحمت المسيرات في مدينة عرابة البطوف، بعد ظهر الجمعة، قبل بدء المهرجان المركزي إحياء للذكرى الـ42 ليوم الأرض الخالد، وذلك تلبية لقرار لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية الفلسطينية في أراضي 48.

 

99

قبل المسيرة

سبق المسيرات في بلدات مثلث يوم الأرض زيارات لعوائل وأضرحة الشهداء، ثم توجه المتظاهرون الذين رفعوا الأعلام الفلسطينية وصور الشهداء والشعارات الوطنية مرددين الهتافات تمجيدا للشهداء وتضحياتهم، إلى المهرجان المركزي في عرابة. وقال رئيس البلدية، علي عاصلة في كلمته: “إنه آذار الأرض الذي قلنا فيه أردناها بيضاء سلمية وأرادوها بحر دماء، وها هي تتكرر في غزة، التي تُحاصر وتُقتل، وهذا القمع يتواصل في الداخل وفي الشتات .
وكانت مراسلة “فرانس برس” رصدت انطلاق مسيرة من النصب التذكارى ليوم الارض فى بلدة عرابة، والتقت مسيرة ثانية قادمة من بلدة سخنين لتلتحم فى مسيرة واحدة فى بلدة دير حنا.
ومشى المتظاهرون عدة كيلومترات وقرعوا الطبول ورفع البعض أعلاما فلسطينية، وهتفوا بالعديد من الشعارات، بينها “عاش يوم الارض الخالد”، وكتبوا على لافتات: “لديك ما يكفيك من خبز لكن لا يكفى لجميع الناس”، و”الارض ملاى بالسنابل قم وناضل”، وفقا لفرانس برس.

44

وبعد سقوط 15 شهيدا، و1400 مصاب، عم الإضراب الشامل في الأراضي الفلسطينية، يوم السبت، الأول من الشهر الجاري، حداد على أرواح  يوم الأرض، بعدما أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اعتبار السبت، يوم حداد وطني على أرواح الشهداء الذين ارتقوا خلال مسيرات يوم الارض في قطاع غزة دفاعا عن حقوقهم المشروعة في إقامة دولتهم الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ودفاعا عن مقدساتهم الإسلامية والمسيحية وعن حقهم في العودة إلى منازلهم وأرضهم التي هجروا منها.

وشمل الاضراب كافة مناحي الحياة التجارية، والتعليمية، بما فيها المؤسسات الخاصة والعامة، وأغلقت المدارس والجامعات أبوابها وكذلك المصارف التي تعمل يوم السبت، التزاما بالحداد الوطني.
ورغم أن وسائل الإعلام العبرية سعت إلى قتل الحدث في مهده إعلاميا في إطار الحرب النفسية التى تجيد توظيفها إحباط الروح المعنوية لدى الشعب المقاوم، فإنه ومع تصاعد الأحداث وتزايد أعداد الشباب الفلسطينى في الأحداث، لجأت قوات الاحتلال لاستخدام القوة المفرطة مع المتظاهرين العزل عبر استخدام القناصة والرصاص الحي، بالإضافة إلى القنابل المسيلة للدموع، وإمعانا منها فى القمع اختبرت تقنية الطائرات المسيرة المعروفة باسم “الدرون”، للمرة الأولى على أجساد الفلسطينيين، كوسيلة لتفريق المتظاهرين الفلسطينيين في قطاع غزة.

369

إرادة الشعب تدهس غطرسة الاحتلال

وكانت وسائل الإعلام العبرية قللت من شأن أحداث يوم الأرض، وأشارت القناة 12 العبرية، إلى أن تقديرات جيش الاحتلال بشأن المسيرة، أفادت بأن الشارع الغزي المثقل بهموم الحصار والانقسام والأوضاع الاقتصادية المتردية لن يستمع لدعوات القوى الوطنية، والتي من وجهة نظر الكثيرين أرقته وسببت له الكثير من المعاناة، وسخروا بقولهم: “بل إن هذه التقديرات ذهبت إلى حد القول أن الشعب الفلسطيني في غزة سيثور عليها بدل الذهاب للمسيرة”، لكن هذه التقديرات سرعان ما سقطت، ليستفيق جيش الاحتلال على حقيقة زحف فلسطيني غير مسبوق لجهة الحدود الشرقية.

وعقب الاحداق قال المحلل العسكري “عاموس هرئيل” لصحيفة “هآرتس” العبرية، إن الفلسطينيين نجحوا في إعادة غزة إلى الخطاب الدولي من جديد بعد الأحداث التي شهدتها الحدود، فى الجمعة الأولى من مسيرة العودة، وأن الفصائل أوجدت طريقة فعالة للاحتكاك بالجيش على الحدود بدلا من استخدام الصواريخ والأنفاق، معتبرا أنهم نجحوا أيضاً في تشتيت انتباه الجيش في وقت متفجر مثل عيد الفصح.

وأقر الخبير العسكري “يوآف ليمور” في صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية، بأن مسيرات العودة الفلسطينية شكلت تحديا حقيقيا وجادا لجيش الاحتلال، ما جعلهم يعترفون بأن الأوضاع الأمنية قد تخرج عن السيطرة، وعليه فإن الجيش يعد قواته للسيناريو الأسوأ والأكثر خطورة.
وأضاف : أن هذه المسيرات أدخلت “إسرائيل” مرحلة من عدم اليقين تجاه الوضع المتفجر في غزة، والخشية من التصعيد التدريجي الآخذ بالاتساع مع مرور الوقت، لاسيما وأن هذه المظاهرات لها أبعاد استراتيجية.

دحلان2

ردود أفعال فلسطينية

وأشار النائب والقيادي الفلسطيني محمد دحلان إلى أن حديث وزير الحرب الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان بشأن قطاع غزة وقمع المتظاهرين السلميين، مهد لهذا الحجم من الدماء التي سالت في غزة نتيجة استخدام القوة العسكرية الإسرائيلية المفرطة والواهمة في مواجهة متظاهرين فلسطينيين سلميين عُزل من أي سلاح سوى إيمانهم المطلق بحقوقهم العادلة والمشروعة، حقهم في العودة، وحقهم في الحياة.

وقال القيادي دحلان، في تغريدة له على شبكة التواصل الاجتماعي فيس بوك، “ليبرمان وغيره من قادة الاحتلال يدركون جيداً بأن غزة لن تستسلم لمخططات خنق غزة وتدمير الحياة الآدمية فيها”.
وشدد دحلان على أن “لا أحد يملك أو يستطيع قمع وكبح عشرات الآلاف من البشر قرروا كسر جدران الخزان بعد أن تجاهلهم الجميع و استخف بقدراتهم الخارقة، وخطط لهم موتا بطيئا”.
وأضاف: أن سقوط هذا العدد الضخم من الشهداء والجرحى نتيجة القوة المفرطة اليوم سيُعقد المشهد أكثر فأكثر رغم إعلان مدنية وسلمية الخطوة، فإن كان الاحتلال يقصد بذلك إرسال إنذار دموي أحمر، فقد أخطأ العنوان حتما.

ومن جانبة قال رئيس حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، إن مسيرة العودة ستستمر ولن تتوقف حتى تنطلق في اللحظة الحاسمة نحو الحدود الشرقية لغزة.
ودعا السنوار، خلال كلمته أمام المشاركين في مسيرة العودة في مخيم جباليا شمال القطاع، “محاصري” الشعب الفلسطيني إلى إعادة حساباتهم والتقاط رسالة مسيرة العودة الكبرى.
وقال “إن الشعب الفلسطيني يدشن اليوم مرحلة جديدة من نضاله وكفاحه الوطني على طريق التحرير والعودة”، لافتا إلى أن مسيرة العودة تصوب المسار، وتؤكد أنه لا يمكن التفريط والتنازل عن شبر واحد من فلسطين.

هنية

فيما أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، أن مسيرة العودة الكبرى برهنت للرئيس الأمريكي دونالد ترمب ولصفقته ولكل من يقف معها، أنه لا تنازل عن القدس، ولا بديل عن فلسطين، ولا حل إلا بالعودة.

وحمّل صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حكومة الاحتلال الإسرائيلية ودول العالم قاطبة المسؤولية الكاملة عن حياة وسلامة أبناء الشعب الفلسطيني العزّل من المتظاهرين السلميين، داعياً المجتمع الدولي بالخروج عن صمته وإداناته اللفظية والتدخل العاجل في اتخاذ الاجراءات الفورية لردع جرائم إسرائيل ووقف مجازرها بحق أبناء الشعب الفلسطيني ومحاسبتها عملاً بأحكام القانون والشرعية الدولية.

وقال عريقات: “إن خروج عشرات الآلاف من الجماهير الفلسطينية في يوم الأرض الخالد وإحيائهم الذكرى الـ42 في فلسطين المحتلة وأراضي الـ 48 وفي المنافي ومخيمات اللجوء يوجه رسالة سياسية قوية من الشعب الفلسطيني بكل فئاته ومكوناته إلى سلطة الاحتلال وجميع دول العالم برفض الحلول والإملاءات الأمريكية والإسرائيلية، وأنه قادر على مواجهة وإسقاط المؤامرة ومشاريع التصفية لقضيته العادلة، بما فيها محاولة إسقاط القدس وقضية اللاجئين وتجفيف المساعدات عن وكالة الأونروا”.

ليبرمان.jpg

تهديد ووعيد

وتوعــد وزير حرب جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان بتصعيد حدة العنف في قمع المشاركين بالمسيرات التي ينظمها سكان غزة بالقرب من الحدود الشرقية للقطاع.
وقال ليبرمان: “في المرة القادمة سنرد بشكل أكثر حدة، وسنستخدم كل ما هو متاح لنن، وإذا عاد المتظاهرون لاختبارنا، سنرد بصورة حادة وأكثر قوة، ولن نتردد في استخدام كل ما لدينا”.

وفيما يتعلق بشأت التحقيقات الدولية التى دعا إليها بعض السياسيين الفلسطينيين بشأن مجزرة غزة في الذكرى الـ42 ليوم الأرض، أعلن ليبرمان في حديث لإذاعة جيش الاحتلال، رفضه لهذه التحقيقات، وقال “إسرائيل لن تتعاون مع أي لجنة تحقيق دولية قد تتشّكل بهذا الشأن”.

دانوب.jpg

تزييف الحقائق 

وبينما أعلن ليبرمان ما أعلن، كان مندوب دولة الاحتلال في الأمم المتحدة داني دانون، يهاجم مجلس الأمن الدولي، في أعقاب الجلسة الخاصة بشان استخدام القوة المفرطة ضد مسيرة العودة السلمية على الحدود الجمعة الماضية.
وقال دانون: إن مجلس الأمن قد اجتمع رغم طلب إسرائيل والولايات المتحدة تأجيل الجلسة ليوم واحد بسبب “عيد الفصح اليهودي”، الأمر الذي منع مشاركة إسرائيل في الجلسة، على حد قوله .
زعم دانون أيضا أن الفلسطينيين استغلوا عقد الجلسة على وجه السرعة من أجل “بثّ الأكاذيب على منصة الأمم المتحدة، بينما كان الشعب اليهودي يحتفل بالفصح”. وأضاف أن “هذا الاستغلال للعيد لا يمنع إسرائيل من عرض الحقيقة بشأن أحداث يوم الأرض التى كانت تهدف إلى الاستفزاز وإشعال الأوضاع في المنطقة”، على حد زعمه.
وقبيل اليوم الجمعة جدد وزير الجيش الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، الخميس، تهديداته ضد المتظاهرين الفلسطينيين العزل على حدود قطاع غزة.

وتوعد ليبرمان، في تصريحات للإذاعة العبرية، “لا يوجد أبرياء هناك، وأن الجيش الإسرائيلي مستعد لأي سيناريو محتمل”.
وأضاف: “إذا حاول الفلسطينيون إثارة الاستفزازات والإضرار بسيادة إسرائيل، أو إذا حاولوا انتهاك أمن إسرائيل، ستكون هناك استجابة قوية، وقوية جدا وحازمة من جانب قواتنا”.

33

«جمعة الكوشوك»

وكانت قيادات الجيش الإسرائيلي أعلنت التأهب من جديد للتصدي للمسيرات الجماهيرية المتوقع أن تشهدها حدود قطاع غزة الجمعة، وبحسب صحيفة “هآرتس” العبرية، فإن قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي بالتنسيق مع رئاسة الأركان، قررت الدفع بمزيد من التعزيزات على حدود قطاع غزة.
وجاء موعد مواجهة شعب المقاومة لقوات بصدور عارية على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة في الجمعة الثانية لمسيرات العودة الكبرى أو ما يعرف بجمعة “الكوشوك”، إذ أشعل الفلسطينيون النيران فى إطارات السيارات لتشكيل سحابة دخانية تحجب رؤية قناصة الاحتلال المنتشرين على طول الحدود الشرقية وتحول دون استهداف المتظاهرين، ما جعل قوات الاحتلال تمنع إدخال 4 شاحنات محملة بإطارات السيارات إلى غزة.

وأسفرت المواجهات الدامية عن استشهاد 10 فلسطينيين وإصابة 1350، منهم 551 إصابة وصلت النقاط الطبية، و388 إصابات وصلت المستشفيات الحكومية، و77 مصابا في المستشفيات الأهلية، ومن مجمل الإصابات 12 سيدات و48 طفلا، و25 إصابة خطرة وحرجة.
وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة خلال مشاركته في الجمعة الثانية لمسيرة العودة إن حجم الجماهير التي حضرت لمخيمات العودة علي الحدود أثبتت وفاءها لمسيرة شهداء مسيرة العودة.
وأضاف: هذه الانتفاضة ستكون آخر الانتفاضات التي ستحقق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس.