أرشيف الأوسمة: فلسطين

الجمهور يبحث عن ريتا في ظلال محمود درويش (2 – 2)

لا أحد يعرف على وجه اليقين كيف بدأت قصة الحب البائس التي عقدها القدر بين الضحية والجلاد؛ بين العاشق الفلسطيني محمود درويش و”ريتا” اليهودية، التي تعددت الروايات بشأن من تكون؟، لكن المؤكد أن درويش أدخل ريتا إلى الخيال الفلسطيني لتصير رمزاً يعكس عبره تفاصيل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. فما بين خمسينيات وستينيات القرن العشرين، على وجه التقريب، وقع الشاعر في عشق فتاة يهودية، أو اختلقها!. جاءت مع شعبها إلى أرض أجداده، ليُهجّر قسراً في جنح الليل هو وأهالي قريته إلى لبنان، ويطارده وصف “لاجئ” بين ليلة وضحاها، بعدما ذاق مرارة اللجوء المبكر وهو لا يزال طفلاً في السابعة من عمره على يد الإسرائيليين.. هيمن سلطان الحب على قلبه، لكن أبى القدر إلا أن يمطر خيال الحب الحالم بالرصاص ويغرق جثته في الدماء.

بحلول حرب يونيو (حزيران) عام 1967، التحقت الفتاة بالجيش الإسرائيلي، ووقفت البندقية حائلاً ببين عيون العاشقيَن، وحين لاحت ريتا في خيال الشاعر أثناء اعتقاله سياسياً بأحد السجون الإسرائيلية، رآها “تحمل بندقية خفيفة”، ورسم سيناريوهات متعددة لما قد تفعله في تلك اللحظة التي يفكر بها؛ إذ ربما تشرف على استجواب، أو تعذب فتاة عربية في مثل سنها، وفي مثل جمالها السابق، لينتهي إلى تصفية المعشوقة اليهودية بداخله إلى الأبد، ويحييها بدفتر أشعاره في أكثر من قصيدة، وفي أعماله النثرية الأخيرة قبل رحيله، ويثير بها حيرة الجمهور والنقاد عن حقيقة الأمر.

يصاب الشاعر بالقلق من بحث الجميع عن هوية المعشوقة، فيمتنع عن استدعائها إلى الكتابة لفترة من حياته، ويخفيها عن أنظار الجمهور تخوفاً من أن تُحمَّل شخصيتها مضموناً من خارجها، تحديداً كي لا تلقى مصير قصيدة “بطاقة هوية” التراجيدي، وتتحول إلى “سجل أنا عربي” عاطفية، فما قصة هاتين القصيدتين اللتين دفعتا الشاعر إلى الاقتراب منهما على حذر؟ وهل ريتا حقيقة أم اختلقها الشاعر كحيلة درامية تضفي ثراءً فنياً على أشعاره وتملأ جنبات حياته بالصخب معها وعنها؟

قبل أن نبدأ

كانت القضية الفلسطينية قدراً مكدوراً تحمّل شاعرها محمود درويش أوزارها بعدما عُرف بها وعُرفت به، وصارت صليبه الذي يحمله على ضهره، مع آخرين بالطبع. لكنّ درويش المولود في البروة عام 1941 والمتوفى في 2008، عاصر التحولات الدرامية الكبرى لوقائع القضية الفلسطينية منذ الصغر على نحو مغاير، فترسخت في وجدانه، بعدما تسربت إلى طفولته المبكرة معاني الحرب، والمطاردة، والحدود، والعودة، والوطن. وهي معانٍ شكّلت بداخله مفهوماً خاصاً للقضية الفلسطينية، فاستحق أن يصير كما وصف “شاهد المذبحة وشهيد الخريطة”، ويُمسي لسان حال الغالبية العظمى لشعب لا يزال يعاني تحت وطأة الشتات، لتشكّل نصوصه ملامح الهوية الثقافية لفلسطين شعرياً وإنسانياً.

“سجل أنا عربي”

المفارقة هنا أن رغم متلازمة “درويش وفلسطين”، فقد كان حريصاً على ألا يتخذ من مركزية القضية الفلسطينية ذريعةً لذيوع صيته، بل كثيراً ما رفض إلقاء قصائده السياسية تحت إلحاح الجمهور العربي على سماعها منه، بينها “سجل أنا عربي”، ليعلن مقولته الشهيرة: “ارحمونا من هذا الحب القاسي”. وهو رفضٌ دبلوماسيٌّ كثيراً ما ردده. وكأنه صرخة للفت انتباه الجمهور والنقاد إلى النزعة الإنسانية داخل قصائده، بالإضافة إلى إساءة تأويلها التي أخرجتها عن سياقها فامتنع عن إلقائها في أحيان غير قليلة. 

مفارقة أخرى في المشهد ذاته، تتمثل في أنه لم تتعرض قصيدة إلى سوء الفهم ومغالطة التأويل واختزال درويش بداخلها بقدر ما تعرضت قصيدته الأشهر “بطاقة هوية”، من بين 4 قصائد في منجزه تمركزت حول القضية الفلسطينية على نحو مباشر هي: عاشق من فلسطين، على هذه الأرض، وعابرون في كلام عابر، رغم تمحور مشروعه حول الهوية بالطبع.

قصيدة “بطاقة هوية”، المعروفة لدى جمهوره بـ”سجل أنا عربي”، نشرت في مجلة الجديد في مارس (آذار) عام 1963، شهر ميلاده بالجسد، الذي شهد أيضاً ميلاده شعرياً في الداخل الفلسطيني والعالم العربي عبر هذه القصيدة، ومع هذا فقد سعى الشاعر إلى الكف عن إلقائها في المحافل، ويرجع سبب عزوفه عن القصيدة على شهرتها، إلى وقوع القصيدة في فخ “سوء الفهم والتأويل المغلوط في العالم العربي”، بالإضافة إلى طبيعتها المباشرة التي تعارضت بالطبع مع دخوله بوابة التجريب الشعري زمن كان في بيروت حتى أعماله الاخيرة. بينما الحقيقة أنه لم يتغن بالقومية العربية على نحو ما فهم جمهور القراء.

ويكشف عماد الطراونة في كتابه “حكاية محمود درويش في أرض الكلام”، موطن المغالطة في تلقي الجمهور لهذه القصيدة فيقول، “لم توضع كلمة عربي في سطر القصيدة الأول في سياقها الصحيح، إذ فُهمت القصيدة على أنها نشيد قومي جامع يُسهم في ترميم كبرياء القومية العربية الجريحة بعد نكسة يونيو (حزيران) عام 1967”. ويضيف: “الواقع أن كلمة عربي داخل الدولة العبرية تحمل دلالات مضادة على نحو ما يشير المؤرخ الإسرائيلي شلومو ساند في مقدمة كتابه “اختراع الشعب اليهودي”؛ إذ فرضت إسرائيل على مواطنيها الإشارة إلى انتمائهم الديني والقومي في بطاقة الهوية، بينما فرضت على الفلسطينيين أن تكون هويتهم عربية؛ سعياً منها لمحو كلمة فلسطيني من السجلات، فأنت عربي إسرائيلي؛ لأن كلمتي فلسطين وفلسطيني كانتا ممنوعتين في الأراضي المحتلة”.

سُئل محمود درويش في حوار صحافي عن كراهته لقصيدة “سجل أنا عربي” فأجاب: “هذا غير دقيق، مشكلتي ليست مع هذه القصيدة، إنما مع قارئها”. وأوضح: “أن محمول القصيدة السياسي والرمزي لا يشكل عبئاً عليّ، لكن المشكلة مع القارئ الذي عدّها بطاقة هويتي الشعرية”.

استطرد درويش بقوله، “أنْ أقول أنا عربي في إسرائيل هو عصر التحدي للسلطة الإسرائيلية، لأنها تضطهدني بسبب انتمائي القومي. وإصراري على التمسك بأسباب اضطهادي يعتبر تحدياً ثورياً إلى حد ما. ولا أقول إني عربي لكي أعبر عن اعتزازٍ وتفاخرٍ، أقولها لأعبر عن رفض عدوي وعن مقاومتي للعدمية القومية. سأكون مضحكاً لو وقفت أمام مئة مليون عربي وأقول لهم أنا عربي! ماذا يعني لهم ذلك؟ يعني أنني متعصب ولستُ ثورياً”.

المعنى نفسه أكده درويش في كتابه “ذاكرة للنسيان” الذي جاء فيه: “سجل! إيقاع قديم أعرفه. أعرف هذا الصوت البالغ من العمر خمساً وعشرين سنة. سجل أنا عربي، قلت ذلك لموظف قد يقود ابنه إحدى هذه الطائرات. قلتها باللغة العبرية لأستثيره. وحين قلتها باللغة العربية مسّ الجمهور العربي في (الناصرة) تيارُ كهربائي سَرى أفلت المكبوت من قمقمه. لم أفهم سر هذا الاكتشاف، كأني نزعت الصاعق عن ساحة ملغومة ببارود الهوية، حتى صارت هذه الصرخة هويتي الشعرية، التي لا تكتفي بأن تشير إلي، بل تطاردني. لم أدرك أني كنت بحاجة لأن أقولها هنا في بيروت: سجل أنا عربي. هل يقول العربي للعرب إنه عربي؟!”.

أثينا.. يا أثينا.. أين مولاتي؟

على السكّين ترقص

 جسمها أرض قديمة

 ولحزنها وجهان: وجه يابس يرتدّ للماضي

ووجه غاص في ليل الجريمة

ريتــــا اليهودية

جمهور ونقاد درويش طاردوا شخصية “ريتـــا” اليهودية، التي استدعاها إلى المخيال الفلسطيني على حذرٍ منه، بعدما أثار تأويل الجمهور لقصيدة “سجل أنا عربي” المخاوف والهواجس بداخله. وتقصوا أثرها، فسألوا عن هويتها، ومن تكون؟، وهل هي حقيقة أم أنها اسم مستعار للعديد من قصص الغرام التي عاشها درويش، بحسب قوله: “إنها إنسانة. ليست محددة”؟ 

كان أول ظهور لـ”ريتـــا” في منجز درويش الشعري عام 1967، وأطلت بها على الجمهور في قصيدة “ريتا والبندقية”، ثم تابعها في قصائد “ريتا أحبيني”، و”تقاسيم على الماء” و”الحديقة النائمة”. يتتبع الطراونة أثر “ريتــا” في منجز درويش فيقول: “تَكرر اسمُ ريتا في دواوين درويش: “آخر الليل”، و”العصافير تموت في الجليل”، و”حبيبتي تنهض من نومها”، و”أحبك أو لا أحبك”، و”أعراس”. كما ظهرت أيضاً في قصيدة “شتاء ريتا الطويل” بديوانه (أحد عشر كوكباً)، وظلت تتردد في أعماله النثرية حتى رحيله”.

ريتا خارج القصيدة

أطلق جمهور الشاعر وأصدقاؤه أياديهم وراحوا يفتشون في دفتر أشعاره ويبحثون في يومياته ليحددوا هوية ريتا، فتعددت الروايات بشأنها. وبحسب الطراونة، منهم من أشار إلى أن ريتا هي الكاتبة اليسارية “تانيا رينهارت”، تلميذة عالم اللغويات الأميركي المشهور نعوم تشومسكي، المولودة عام 1943، وخاضت المعارك في مواجهة احتلال فلسطين، وكانت واحدة من أبرع المحللين للسياسة الإجرامية التي تنتهجها حكومات إسرائيل المتعاقبة”. وهو ما نفاه صديق هذه المرحلة الراحل سميح القاسم في تصريحات صحافية جاء فيها: “ريتا عابرة جداً في حياته، ومعرفته بها لم تتجاوز أشهراً”.

رواية أخرى أشارت إلى أن درويش أحب شاعرة يهودية، استناداً لقوله، “والشاعرة الحسناء تبكي على قدميّ في الليل، وتدلُ الشرطةَ على آثار قدميّ في الصباح”. وهي علاقة نفاها درويش شخصياً. هذه الأبيات أثارت بدورها علاقة درويش بالشاعرة الإسرائيلية “داليا ريبكوفتش” في الستينيات، وجعلت البعض يتكهن بأنها ريتا المقصودة في أشعاره، فهي يسارية، معروفة بمناصرتها للقضية الفلسطينية، ومناهضة للاحتلال، وداعية إلى السلام. ربما فتح شهية النميمة أنها سبق وكتبت مقالة، انتقدت فيها السلطات الإسرائيلية بسبب منعها درويش زيارة أهله في فلسطين عام 1948. و”ريبكوفتش” مولودة في عام 1939، ونشرت أشعارها في خمسينيات القرن العشرين، وفارقت الحياة منتحرة في منزلها بتل أبيب عام 2005.

هذه هي ريتا؟

كان جمهور محمود درويش على موعد مع ريتا ثالثة بعد نصف قرن من ذِكرها في أشعاره، بعدما فُتح الستار، وأعلنت عن نفسها في الفيلم الوثائقي “سجل أنا عربي” عام 2014، وكانت هذه المرة الراقصة اليهودية من أصل بولندي “تامار بن عامي”، المقيمة في برلين، وقالت: “بداية علاقتي بدرويش بدأت بعد رقصة أديتها في مقر الحزب الشيوعي الإسرائيلي، الذي كان عضواً فيه قبل استقالته، وكان عمري آنذاك 16 عاماً، لنفترق بعدما استدعيت إلى الخدمة العسكرية بسلاح البحرية الإسرائيلية”.

تصريحات درويش بشأن ريتــا متضاربة؛ فمرة أعلن أنها مجرد اسم فني، وأخرى اعترف أنها اسم مستعار لشخصية حقيقية، وبين هذا وذاك كان يخشى تأويل قصائده الغرامية لريتا، على نحو ما وقع مع قصيدة “أنا عربي”. إذ قال في حوار صحافي عام 2002: “أخشى أن يُؤول الحب بصورة عامة إلى موضوع من خارجه. أتعامل مع المرأة ككائن إنساني، وأُجري معها حواراً شعرياً إنسانياً متكافئاً بين كائنين إنسانيين. للأسف في ريتا تتداخل نساء عدة، صارت ما يشبه الشيفرة، لذلك أقلعت تماماً عن الكتابة عنها لكي لا تتحول (سجل أنا عربي) عاطفية”.

يخبرنا درويش، “أنه بحلول حرب يونيو 1967 انتهت القصة. فقد دخلت الحرب بين الجسدين بالمعنى المجازي، وأيقظت حساسية بين الطرفين، لم تكن واعية بها من قبل. تصوّر أن صديقتك جندية تعتقل بنات شعبك في نابلس مثلاً، أو حتى في القدس، ذلك لن يثقل فقط على القلب، ولكن على الوعي أيضاً. حرب 67 خلّفت قطيعة عاطفية في علاقة الشبان العرب والفتيات اليهوديات”.

قال درويش أيضاً في “يوميات الحزن العادي” بعد وقوع هزيمة 1967: “عدتُ إلى زنزانتي من جديد، وفكرت بها، ماذا تفعل الآن؟ كانت في مدينة نابلس، أو في مدينة أخرى. واحدة من الفاتحين تحمل بندقية خفيفة. ولعلها في تلك اللحظة كانت تأمر الرجال برفع أياديهم، أو الركوع على الأرض، أو لعلها كانت تشرف على استجواب، أو تعذيب فتاة عربية في مثل سنها، وفي مثل جمالها السابق”.

ومهما يكن الحال، وأيا من تكن ريتا؛ اسماً مستعاراً أو امرأة حقيقية، فقد استحضرها درويش رمزاً، وأدخلها الخيال الفلسطيني، وعكس عبرها الصراع الفلسطيني مع العدو الصهيوني. فقصة ريتا في أشعار درويش تحمل أكثر من حدود العلاقة الحميمية بين الرجل والمرأة.

 “بين الإشارة والعبارة هاجساً؟

ماذا تقول؟

 لا شيء يا ريتا

 أقلدُ فارساً في أُغنية

 عن لعنة الحب المحاصر بالمرايا

عَنّي

 وعن حلمين فوق وسادةٍ يتقاطعان ويهربان

 فواحدٌ يستل سكيناً وآخرُ يُودِعُ النايَ الوصايا

 لا أدرك المعنى، تقول

 ولا أنا، لغتي شظايا

 كغياب امرأةٍ عن المعنى”.

«شهداء العودة».. الاحتلال ينتحرعلى طريقة يهوذا

تزامنت وقائع «مسيرة العودة» الفلسطينية في الجمعة الثانية مع «جمعة الآلام»، أو «الجمعة العظيمة»، وبينما أسفرت مسيرة العودة في جمعتها الثانية المسماة بـ«جمعة الكوشوك»؛ «جمعة اللهب»، عن استشهاد 10 وإصابة 1350، شهدت «الجمعة العظيمة» صلب يسوع ودفنه، قبل قيامته من بين الأموات بعد ثلاثة أيام من الصلب والموت، وفقا لرواية العهد الجديد.. فهل سيكون تزامن الجُـمعتين عظيما، ويخلق من رَحمه أكثر من يوم جمعة، عــلَّها تكون الانتفاضة الأخيرة التي تهب الشعب المقاوم حق تقرير المصير وتحقق حلم العودة.

88

بحلول عيد القيامة ينتهي الصوم الكبير الذي يستمر أربعين يوماً؛ كما ينتهي أيضا أسبوع الآلام الذي يتمثل في (حد الزعف، وأربعاء أيوب، وخميس العهد، والجمعة العظيمة، وسبت النور)، انتهاءً بـ”أحد القيامة”.. فهل ستنتهى الآلام، وتتوقف سياسة التجويع وخلق الأزمات الاقتصادية التى يصنعها الاحتلال بقيامة شعب لايزال يقبض على جمر المقاومة؟

انتحر يهوذا الإسخريوطي، تلميذ المسيح، بعدما خانه وسلمه لليهود مقابل ثلاثين قطعة فضة، فهل ستـُرهب قيامة الفلسطينيين المستوطنين الصهاينة الذين استولوا على أراضي الشعب تحت تهديد سلاح الاحتلال وحمايته، هل سيواصل أصحاب حق العودة المسير، ويجبرون الاحتلال على الجلوس إلى طاولة المفاوضات فى زمن النهضة الفلسطينية ويتحقق أمل الدولة المستقلة وعاصمتها القدس؟.

غزة 1

البدايــة 

جاءت البداية بدعوة القوى الوطنية الفلسطينية لأبناء شعبها بإحياء يوم الأرض، منذ ما يقرب من عشرين يوما، كمقدمة لفعاليات ذكرى النكبة ومسيرات العودة التي أقرت وطنيا هذا العام باعتبار يوم الأرض تدشينا لفعاليات الذكرى الـ70 للنكبة، تأكيدا على حق المقاومة، ورفضا لـ«صفقة القرن» التى رعتها إدارة ترامب، وتمردا على مشروعات الاحتلال الاستيطانية.

وسريعا تطورت ردود أفعال الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، وقرروا الخروج عقب صلاة الجمعة الموافق الثلاثين من مارس الماضي، أفواجا في مسيرات اتفقوا على تسميتها “مسيرة العودة”، إحياءً ليوم الأرض وتأكيداً على حقهم بالعودة إلى بلداتهم التى أخرجتهم منها قوات الاحتلال.

22
وتعود ذكرى “يوم الأرض” إلى قرار الحكومة الإسرائيلية عام 1976 مصادرة مساحات شاسعة من أخصب أراضى سهول البطوف فى منطقة الجليل تابعة لمدن دير حنا وعرابة وسخنين التى تشكل مثلثا جغرافيا، وأسفر القرار عن مسيرة غاضبة قتلت خلالها الشرطة الاسرائيلية 6 من العرب وألغى أمر المصادرة آنذاك، ومن أسف أن يوم الإحياء هذا العام 2018 أسفر عن استشهاد 15 فلسطينيا، وإصابة ما يزيد على 1400 آخرين في مواجهات بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والمتظاهرين الفلسطينيين الذين تجمعوا عند السياج الفاصل لقطاع غزة إحياء للذكرى الـ42 ليوم الأرض.

وخرجت مسيرات حاشدة في مثلث يوم الأرض الخالد (سخنين، عرابة، ودير حنا) بمشاركة قيادات وكوادر من الحركات والأحزاب الوطنية، ونواب من القائمة المشتركة، ورؤساء سلطات محلية وشخصيات اجتماعية ودينية، والتحمت المسيرات في مدينة عرابة البطوف، بعد ظهر الجمعة، قبل بدء المهرجان المركزي إحياء للذكرى الـ42 ليوم الأرض الخالد، وذلك تلبية لقرار لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية الفلسطينية في أراضي 48.

 

99

قبل المسيرة

سبق المسيرات في بلدات مثلث يوم الأرض زيارات لعوائل وأضرحة الشهداء، ثم توجه المتظاهرون الذين رفعوا الأعلام الفلسطينية وصور الشهداء والشعارات الوطنية مرددين الهتافات تمجيدا للشهداء وتضحياتهم، إلى المهرجان المركزي في عرابة. وقال رئيس البلدية، علي عاصلة في كلمته: “إنه آذار الأرض الذي قلنا فيه أردناها بيضاء سلمية وأرادوها بحر دماء، وها هي تتكرر في غزة، التي تُحاصر وتُقتل، وهذا القمع يتواصل في الداخل وفي الشتات .
وكانت مراسلة “فرانس برس” رصدت انطلاق مسيرة من النصب التذكارى ليوم الارض فى بلدة عرابة، والتقت مسيرة ثانية قادمة من بلدة سخنين لتلتحم فى مسيرة واحدة فى بلدة دير حنا.
ومشى المتظاهرون عدة كيلومترات وقرعوا الطبول ورفع البعض أعلاما فلسطينية، وهتفوا بالعديد من الشعارات، بينها “عاش يوم الارض الخالد”، وكتبوا على لافتات: “لديك ما يكفيك من خبز لكن لا يكفى لجميع الناس”، و”الارض ملاى بالسنابل قم وناضل”، وفقا لفرانس برس.

44

وبعد سقوط 15 شهيدا، و1400 مصاب، عم الإضراب الشامل في الأراضي الفلسطينية، يوم السبت، الأول من الشهر الجاري، حداد على أرواح  يوم الأرض، بعدما أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اعتبار السبت، يوم حداد وطني على أرواح الشهداء الذين ارتقوا خلال مسيرات يوم الارض في قطاع غزة دفاعا عن حقوقهم المشروعة في إقامة دولتهم الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ودفاعا عن مقدساتهم الإسلامية والمسيحية وعن حقهم في العودة إلى منازلهم وأرضهم التي هجروا منها.

وشمل الاضراب كافة مناحي الحياة التجارية، والتعليمية، بما فيها المؤسسات الخاصة والعامة، وأغلقت المدارس والجامعات أبوابها وكذلك المصارف التي تعمل يوم السبت، التزاما بالحداد الوطني.
ورغم أن وسائل الإعلام العبرية سعت إلى قتل الحدث في مهده إعلاميا في إطار الحرب النفسية التى تجيد توظيفها إحباط الروح المعنوية لدى الشعب المقاوم، فإنه ومع تصاعد الأحداث وتزايد أعداد الشباب الفلسطينى في الأحداث، لجأت قوات الاحتلال لاستخدام القوة المفرطة مع المتظاهرين العزل عبر استخدام القناصة والرصاص الحي، بالإضافة إلى القنابل المسيلة للدموع، وإمعانا منها فى القمع اختبرت تقنية الطائرات المسيرة المعروفة باسم “الدرون”، للمرة الأولى على أجساد الفلسطينيين، كوسيلة لتفريق المتظاهرين الفلسطينيين في قطاع غزة.

369

إرادة الشعب تدهس غطرسة الاحتلال

وكانت وسائل الإعلام العبرية قللت من شأن أحداث يوم الأرض، وأشارت القناة 12 العبرية، إلى أن تقديرات جيش الاحتلال بشأن المسيرة، أفادت بأن الشارع الغزي المثقل بهموم الحصار والانقسام والأوضاع الاقتصادية المتردية لن يستمع لدعوات القوى الوطنية، والتي من وجهة نظر الكثيرين أرقته وسببت له الكثير من المعاناة، وسخروا بقولهم: “بل إن هذه التقديرات ذهبت إلى حد القول أن الشعب الفلسطيني في غزة سيثور عليها بدل الذهاب للمسيرة”، لكن هذه التقديرات سرعان ما سقطت، ليستفيق جيش الاحتلال على حقيقة زحف فلسطيني غير مسبوق لجهة الحدود الشرقية.

وعقب الاحداق قال المحلل العسكري “عاموس هرئيل” لصحيفة “هآرتس” العبرية، إن الفلسطينيين نجحوا في إعادة غزة إلى الخطاب الدولي من جديد بعد الأحداث التي شهدتها الحدود، فى الجمعة الأولى من مسيرة العودة، وأن الفصائل أوجدت طريقة فعالة للاحتكاك بالجيش على الحدود بدلا من استخدام الصواريخ والأنفاق، معتبرا أنهم نجحوا أيضاً في تشتيت انتباه الجيش في وقت متفجر مثل عيد الفصح.

وأقر الخبير العسكري “يوآف ليمور” في صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية، بأن مسيرات العودة الفلسطينية شكلت تحديا حقيقيا وجادا لجيش الاحتلال، ما جعلهم يعترفون بأن الأوضاع الأمنية قد تخرج عن السيطرة، وعليه فإن الجيش يعد قواته للسيناريو الأسوأ والأكثر خطورة.
وأضاف : أن هذه المسيرات أدخلت “إسرائيل” مرحلة من عدم اليقين تجاه الوضع المتفجر في غزة، والخشية من التصعيد التدريجي الآخذ بالاتساع مع مرور الوقت، لاسيما وأن هذه المظاهرات لها أبعاد استراتيجية.

دحلان2

ردود أفعال فلسطينية

وأشار النائب والقيادي الفلسطيني محمد دحلان إلى أن حديث وزير الحرب الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان بشأن قطاع غزة وقمع المتظاهرين السلميين، مهد لهذا الحجم من الدماء التي سالت في غزة نتيجة استخدام القوة العسكرية الإسرائيلية المفرطة والواهمة في مواجهة متظاهرين فلسطينيين سلميين عُزل من أي سلاح سوى إيمانهم المطلق بحقوقهم العادلة والمشروعة، حقهم في العودة، وحقهم في الحياة.

وقال القيادي دحلان، في تغريدة له على شبكة التواصل الاجتماعي فيس بوك، “ليبرمان وغيره من قادة الاحتلال يدركون جيداً بأن غزة لن تستسلم لمخططات خنق غزة وتدمير الحياة الآدمية فيها”.
وشدد دحلان على أن “لا أحد يملك أو يستطيع قمع وكبح عشرات الآلاف من البشر قرروا كسر جدران الخزان بعد أن تجاهلهم الجميع و استخف بقدراتهم الخارقة، وخطط لهم موتا بطيئا”.
وأضاف: أن سقوط هذا العدد الضخم من الشهداء والجرحى نتيجة القوة المفرطة اليوم سيُعقد المشهد أكثر فأكثر رغم إعلان مدنية وسلمية الخطوة، فإن كان الاحتلال يقصد بذلك إرسال إنذار دموي أحمر، فقد أخطأ العنوان حتما.

ومن جانبة قال رئيس حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، إن مسيرة العودة ستستمر ولن تتوقف حتى تنطلق في اللحظة الحاسمة نحو الحدود الشرقية لغزة.
ودعا السنوار، خلال كلمته أمام المشاركين في مسيرة العودة في مخيم جباليا شمال القطاع، “محاصري” الشعب الفلسطيني إلى إعادة حساباتهم والتقاط رسالة مسيرة العودة الكبرى.
وقال “إن الشعب الفلسطيني يدشن اليوم مرحلة جديدة من نضاله وكفاحه الوطني على طريق التحرير والعودة”، لافتا إلى أن مسيرة العودة تصوب المسار، وتؤكد أنه لا يمكن التفريط والتنازل عن شبر واحد من فلسطين.

هنية

فيما أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، أن مسيرة العودة الكبرى برهنت للرئيس الأمريكي دونالد ترمب ولصفقته ولكل من يقف معها، أنه لا تنازل عن القدس، ولا بديل عن فلسطين، ولا حل إلا بالعودة.

وحمّل صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حكومة الاحتلال الإسرائيلية ودول العالم قاطبة المسؤولية الكاملة عن حياة وسلامة أبناء الشعب الفلسطيني العزّل من المتظاهرين السلميين، داعياً المجتمع الدولي بالخروج عن صمته وإداناته اللفظية والتدخل العاجل في اتخاذ الاجراءات الفورية لردع جرائم إسرائيل ووقف مجازرها بحق أبناء الشعب الفلسطيني ومحاسبتها عملاً بأحكام القانون والشرعية الدولية.

وقال عريقات: “إن خروج عشرات الآلاف من الجماهير الفلسطينية في يوم الأرض الخالد وإحيائهم الذكرى الـ42 في فلسطين المحتلة وأراضي الـ 48 وفي المنافي ومخيمات اللجوء يوجه رسالة سياسية قوية من الشعب الفلسطيني بكل فئاته ومكوناته إلى سلطة الاحتلال وجميع دول العالم برفض الحلول والإملاءات الأمريكية والإسرائيلية، وأنه قادر على مواجهة وإسقاط المؤامرة ومشاريع التصفية لقضيته العادلة، بما فيها محاولة إسقاط القدس وقضية اللاجئين وتجفيف المساعدات عن وكالة الأونروا”.

ليبرمان.jpg

تهديد ووعيد

وتوعــد وزير حرب جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان بتصعيد حدة العنف في قمع المشاركين بالمسيرات التي ينظمها سكان غزة بالقرب من الحدود الشرقية للقطاع.
وقال ليبرمان: “في المرة القادمة سنرد بشكل أكثر حدة، وسنستخدم كل ما هو متاح لنن، وإذا عاد المتظاهرون لاختبارنا، سنرد بصورة حادة وأكثر قوة، ولن نتردد في استخدام كل ما لدينا”.

وفيما يتعلق بشأت التحقيقات الدولية التى دعا إليها بعض السياسيين الفلسطينيين بشأن مجزرة غزة في الذكرى الـ42 ليوم الأرض، أعلن ليبرمان في حديث لإذاعة جيش الاحتلال، رفضه لهذه التحقيقات، وقال “إسرائيل لن تتعاون مع أي لجنة تحقيق دولية قد تتشّكل بهذا الشأن”.

دانوب.jpg

تزييف الحقائق 

وبينما أعلن ليبرمان ما أعلن، كان مندوب دولة الاحتلال في الأمم المتحدة داني دانون، يهاجم مجلس الأمن الدولي، في أعقاب الجلسة الخاصة بشان استخدام القوة المفرطة ضد مسيرة العودة السلمية على الحدود الجمعة الماضية.
وقال دانون: إن مجلس الأمن قد اجتمع رغم طلب إسرائيل والولايات المتحدة تأجيل الجلسة ليوم واحد بسبب “عيد الفصح اليهودي”، الأمر الذي منع مشاركة إسرائيل في الجلسة، على حد قوله .
زعم دانون أيضا أن الفلسطينيين استغلوا عقد الجلسة على وجه السرعة من أجل “بثّ الأكاذيب على منصة الأمم المتحدة، بينما كان الشعب اليهودي يحتفل بالفصح”. وأضاف أن “هذا الاستغلال للعيد لا يمنع إسرائيل من عرض الحقيقة بشأن أحداث يوم الأرض التى كانت تهدف إلى الاستفزاز وإشعال الأوضاع في المنطقة”، على حد زعمه.
وقبيل اليوم الجمعة جدد وزير الجيش الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، الخميس، تهديداته ضد المتظاهرين الفلسطينيين العزل على حدود قطاع غزة.

وتوعد ليبرمان، في تصريحات للإذاعة العبرية، “لا يوجد أبرياء هناك، وأن الجيش الإسرائيلي مستعد لأي سيناريو محتمل”.
وأضاف: “إذا حاول الفلسطينيون إثارة الاستفزازات والإضرار بسيادة إسرائيل، أو إذا حاولوا انتهاك أمن إسرائيل، ستكون هناك استجابة قوية، وقوية جدا وحازمة من جانب قواتنا”.

33

«جمعة الكوشوك»

وكانت قيادات الجيش الإسرائيلي أعلنت التأهب من جديد للتصدي للمسيرات الجماهيرية المتوقع أن تشهدها حدود قطاع غزة الجمعة، وبحسب صحيفة “هآرتس” العبرية، فإن قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي بالتنسيق مع رئاسة الأركان، قررت الدفع بمزيد من التعزيزات على حدود قطاع غزة.
وجاء موعد مواجهة شعب المقاومة لقوات بصدور عارية على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة في الجمعة الثانية لمسيرات العودة الكبرى أو ما يعرف بجمعة “الكوشوك”، إذ أشعل الفلسطينيون النيران فى إطارات السيارات لتشكيل سحابة دخانية تحجب رؤية قناصة الاحتلال المنتشرين على طول الحدود الشرقية وتحول دون استهداف المتظاهرين، ما جعل قوات الاحتلال تمنع إدخال 4 شاحنات محملة بإطارات السيارات إلى غزة.

وأسفرت المواجهات الدامية عن استشهاد 10 فلسطينيين وإصابة 1350، منهم 551 إصابة وصلت النقاط الطبية، و388 إصابات وصلت المستشفيات الحكومية، و77 مصابا في المستشفيات الأهلية، ومن مجمل الإصابات 12 سيدات و48 طفلا، و25 إصابة خطرة وحرجة.
وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة خلال مشاركته في الجمعة الثانية لمسيرة العودة إن حجم الجماهير التي حضرت لمخيمات العودة علي الحدود أثبتت وفاءها لمسيرة شهداء مسيرة العودة.
وأضاف: هذه الانتفاضة ستكون آخر الانتفاضات التي ستحقق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس.

 

ترامب يفتح خزانة القرارات في أسبوع الرئاسة الأول

أدت قرارات الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب خلال أسبوعه الأول إلى رفض كبار مسؤولي الخارجية الأمريكية العمل معه، بل صعدوا من موقفهم بأن قدموا استقالات جماعية، أمس الأول، حسبما كشفت واشنطن بوست، وأوضحت أن المرشح لمنصب وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيرلسون، يبحث عن بدلاء للمسؤولين الذين تقدموا باستقالتهم، ما يضع إدارة ترامب في حرج كبير خاصة أن بعضا من هذه القرارات قد يؤثر على الاقتصاد والمستهلك الأمريكي على نحو ما يشير قانون ضريبة تعديل الحدود مع المكسيك والذي يقضي بفرض 20% على الصادرات المكسيكية، بالإضافة إلى التأثير على أمن الولايات المتحدة الذي قد يجعل منها هدفا أمام تنظيم داعش في سوريا بعد حديث ترامب عن تخصيص مناطق آمنة للمحاصرين في سوريا.

المكسيك

جدار المكسيك

أصدر ترامب قرارا بالبدء في تشييد جدار حدودي بين أمريكا والمكسيك، أمس الأول الأربعاء،  لمنع المهاجرين من التسلل عبر الحدود البالغ طولها 3200 كيلومتر، على أن تتكلف المكسيك تكلفة الجدار بزيادة الضريبة على صادراتها إلى الولايات المتحدة بنسبة 20%، بحسب راينس بريباس كبير موظفي البيت البيض، والذي عدها «السبيل الوحيد لتشييد الجدار».

فيما أعلن زعيم المعارضة اليسارية والمرشح الرئاسي السابق أندريس مانويل لوبيز إن الإعلان إهانة لبلاده.

22

وفي وقت لاحق أمس الأربعاء قال الرئيس إنريكي بيينا نييتو في رسالة مسجلة إنه “يأسف ويرفض” الأمر الذي أصدره ترامب بشأن الجدار الحدودي.

وأضاف أمام حشد من مؤيديه شمالي مكسيكو سيتي “بكل احترام أقترح أن ترفع حكومة المكسيك دعوى أمام الأمم المتحدة ضد حكومة الولايات المتحدة لانتهاك حقوق الإنسان والتمييز العرقي.”

بينما دعا منافس بارز على الرئاسة المكسيكية حكومة بلاده لرفع دعوى ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمام الأمم المتحدة بسبب خططه بناء جدار على الحدود بين البلدين لمنع المهاجرين من التسلل عبر الحدود.

78

في الوقت الذي أعلن رئيس مجلس النواب الأمريكي بول ريان أن المجلس سيمول الجدار الذي يرغب الرئيس دونالد ترامب في تشييده على امتداد الحدود الأمريكية المسكيكية.

وقال ريان في مقابلة أجرتها معه محطة (إم.إس.إن.بي.سي) عندما سئل عمن سيمول الجدار “سنموله وسندفع الأموال..ثمة الكثير من السبل المختلفة لحمل المكسيك على المساهمة في عمل هذا (الجدار).

6

ضريبة تعديل الحدود

وكان البيت الأبيض طرح، الخميس، دراسة مشروع عرف بـ«ضريبة تعديل الحدود» والتي تقتضي بفرض ضريبة بنسبة 20% على السلع القادمة من المكسيك لدفع تكلفة بناء جدار عند الحدود الجنوبية للولايات المتحدة مما أدى إلى هبوط البيزو المكسيكي وتعميق أزمة بين الجارتين.

ما استدعى الرئيس المكسيكي إنريكي بيينا نييتو إلى “يأسف ويرفض” مساعي ترامب في تشييد الجدار، وشدد على أن هذا القرار “بعيد كل البعد عن أن يوحدنا، بل إنه يفرقنا لا محالة.”

وصعد من موقفه وأعلن على تويتر أنه ألغى خططا للاجتماع مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثلاثاء المقبل، بعد أن طالب الرئيس الأمريكي المكسيك مرارا بدفع تكلفة الجدار الذي يريد بناءه على الحدود بين البلدين.

وتسبب المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر في هبوط البيزو المكسيكي إلى أدنى مستوى له خلال اليوم عندما قال للصحفيين إن ترامب يرغب في فرض ضريبة 20% على الواردات المكسيكية لدفع تكلفة إقامة الجدار.

وستعفي الخطة التي يبحثها الجمهوريون في مجلس الشيوخ عائدات التصدير من الرسوم الضريبية لكنها تفرض ضريبة بنسبة 20 في المئة على الواردات في انحراف كبير عن السياسة الأمريكية الراهنة.

ولن تدفع دول مثل المكسيك مثل هذه الضرائب مباشرة، وستخضع الشركات للضريبة إذا جلبت إلى الولايات المتحدة منتجات صنعت في المكسيك، مما قد يؤدي إلى زيادة الأسعار على المستهلكين الأمريكيين.

ولا تلقى الفكرة قبولا لدى تجار التجزئة والمؤسسات التي تبيع السلع المستوردة في الولايات المتحدة. ولاقت الفكرة معارضة أيضا من بعض المشرعين الذين عبروا عن قلقهم من تأثيرها على المستهلكين الأمريكيين.

U.S. Republican presidential nominee Donald Trump appearing at a campaign roundtable event in Manchester

ترامب يبرر

بينما قال  الرئيس الأمريكي إن لقاءه المُلغى حاليا مع نظيره المكسيكي كان من الممكن أن يكون “غير مثمر” إذا لم توافق المكسيك على معاملة الولايات المتحدة “باحترام”.

وأضاف ترامب لنواب جمهوريين في تجمع في فلادلفيا “رئيس المكسيك وأنا اتفقنا على إلغاء لقائنا الذي كان مقررا الأسبوع المقبل.”

وواصل ترامب انتقاده للمكسيك، اليوم الجمعة، قائلا إنها “استغلت الولايات المتحدة لمدة طويلة بما يكفي” وسط تفاقم أزمة بين البلدين الجارين بشأن أمن الحدود والتجارة.

وقال ترامب في تغريدة على تويتر “العجز التجاري الضخم والمساعدة الضئيلة فيما يخص الحدود الشديدة الضعف يجب أن يتغيرا الآن!”.

وأعلن لوبيز أوبرادور، وهو رئيس سابق لبلدية العاصمة عدة استطلاعات رأي مبكرة أجريت بشأن الانتخابات الرئاسية المقررة في يوليو تموز 2018، قبل أيام خططه للقيام بجولة في عدد من المدن الأمريكية الكبرى في فبراير شباط لحشد التأييد بين الأمريكيين من أصل مكسيسكي، لوضع ترامب تحت ضغط محلي متصاعد.

ووجه لوبيز أوبرادور، 63 عاما، حديثه للرئيس المكسيكي جاء فيه: “قاتل من أجل الحرية ومثل بعزة شعبنا وكل البشر الحالمين بعالم عادل، دافع عن العمال المكسيكيين المهاجرين. عاش المهاجرون”.

8

نقل السفارة الأمريكية إلى القدس

وأثارت وعود ترامب بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس غضب الفلسطينيين والمجتمع الدولي، مما استدعاه إلى تأجيل القرار.

وفي المقابل، كرر المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر قوله إن النقاش حول احتمال نقل السفارة ما زال في مراحله الأولى، مستبعداً صدور إعلان وشيك بشأن الخطة، ولكن منذ يوم الانتخابات في نوفمبر/ تشرين الثاني، أعاد المقربون من ترامب تأكيدهم على تصميمه لنقل السفارة، ما دفع عدد من المحللين للاستنتاج بأن القرار، والذي اقترحه رؤساء سابقون، ولم يطبق، قد اتخذ فعلياً، دون إجراء أي تنسيق سياسي.

9

مساعدات مالية فلسطين

وتعكف وزارة الخارجية الأمريكية على مراجعة قرار اتخذته إدارة باراك أوباما في الساعات الأخيرة بمنح 220 مليون دولار للفلسطينيين لإعادة إعمار قطاع غزة المدمر جراء الحروب الاسرائيلية.

وقال مسؤولون إنه تم تحويل قسم من هذه الأموال لكن إدارة الرئيس دونالد ترامب تريد النظر في هذا القرار لمعرفة إن كان يمكن تصحيحه.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر الذي بقي موقتا خلال المرحلة الانتقالية في منصبه إن وزير الخارجية السابق جون كيري أعطى قبل مغادرة الوزارة تعليمات لوكالة المعونة الأمريكية بتحويل 220,3 مليون دولار لبرامج إعادة إعمار في غزة.

وأضاف أن “الوزارة تقوم حاليا بمراجعة النفقات الأخيرة التي أقرتها الإدارة السابقة وستجري بعض التصحيحات اذا لزم الامر للتاكد من انها تتفق مع اولويات ادارة ترامب-بنس”.

ورغم كونها حليفا وثيقا لاسرائيل، تقدم الولايات المتحدة مساعدات كبيرة للفلسطينيين.

وجه كيري قبل مغادرته منصبه انتقادات لمخططات الاستيطان الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية المحتلة مؤكدا انها تعوق جهود حل الدولتين.

ويتوقع ان تكون ادارة ترامب اكثر تعاطفا مع اسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو.

ورفض المتحدث باسم البيت الابيض شون سبايسر الثلاثاء التعليق على اعلان اسرائيل عن بناء الاف الوحدات الاستيطانية الجديدة في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة.

هجرة

تقييد الهجرة من 7 دول 

ووقع ترامب قرارا، أمس الأول الأربعاء، يقضي بتقييد الهجرة من سوريا و6 دول أخرى بالشرق الأوسط وأفريقيا هى العراق وإيران وليبيا والصومال والسودان واليمن، ويرجح أن تشمل القيود حظرا يمتد لعدة شهور على قبول اللاجئين من كل الدول لحين أن تشدد وزارة االخارجية ووزارة الأمن الداخلي قواعد الفحص والتحري.

وقال ستيفن ليجومسكي كبير المستشارين القانونيين لخدمات الجنسية والهجرة في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما إن الرئيس له سلطة الحد من قبول طلبات اللاجئين وإصدار التأشيرات لدول بعينها إذا تقرر أن هذا في المصلحة العامة.

وأضاف ليجومسكي وهو أستاذ بكلية الحقوق بجامعة واشنطن “من وجهة النظر القانونية سيكون هذا ضمن نطاق حقوقه القانونية تماما.” وقال “لكن من وجهة النظر السياسية ستكون هذه فكرة سيئة جدا لأن اللاجئين في احتياج إنساني ملح في الوقت الحالي”.

وكان ترامب اقترح خلال حملته الانتخابية حظرا مؤقتا على دخول المسلمين للولايات المتحدة وقال إن هذا سيحمي الأمريكيين من هجمات المتشددين.

وندد الكثير من أنصار ترامب بقرار أوباما زيادة أعداد اللاجئين السوريين الذين تستقبلهم الولايات المتحدة خشية أن ينفذ الفارون من الحرب الأهلية بالبلاد هجمات.

وقال ترامب ومرشحه لمنصب وزير العدل السناتور جيف سيشنز منذ ذلك الحين إنهم سيركزون القيود على الدول التي يمكن أن يمثل المهاجرون منها تهديدا بدلا من فرض حظر على من يعتنقون ديانة معينة.

وقال هيروشي موتومورا خبير الهجرة بكلية الحقوق في جامعة كاليفورنيا إن منتقدين لهذه الخطوات ربما يتقدمون بطعون قانونية عليها إذا كانت جميع الدول الخاضعة للحظر ذات أغلبية مسلمة. وأضاف أن الدفوع القانونية يمكن أن تشير إلى أن الأوامر تميز ضد ديانة معينة وهو ما سيكون مخالفا للدستور.

وطمأن ترامب المهاجرين بقوله، أمس، “إن المهاجرين غير الشرعيين الذي دخلوا الولايات المتحدة عندما كانوا أطفالا يجب ألا يخشوا الترحيل، وألا يتملكهم القلق”، وأضاف “إن قلبي كبير. سنعتني بالجميع”.

وتابع: “عندما يكون لديك عظماء هنا أدوا عملا جيدا، يجب أن يكونوا أقل قلقا بكثير، وسنضع سياسة بهذا الشأن خلال الأربعة أسابيع المقبلة.”

ومن المتوقع أن يقلص ترامب في الأيام المقبلة عدد اللاجئين الذين تستقبلهم الولايات المتحدة إلى 50 ألفا سنويا انخفاضا من 100 ألف وأن يفرض حظرا مؤقتا على معظم اللاجئين.

الانتخابات-الامريكية

التلاعب بالأصوات الانتخابية 

وطلب ترامب فتح تحقيق موسع  في تلاعب بانتخابات الرئاسة الأمريكية التي أجريت في  نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، رغم التوافق الساحق بين مسؤولي الولايات وخبراء الانتخابات والسياسيين على أن التلاعب في أصوات الناخبين نادر في الولايات المتحدة.

وقال ترامب على تويتر «سأطلب تحقيقا موسعا في التلاعب  بالأصوات، بمن في ذلك المسجلون للتصويت في ولايتين وأولئك الذين كان تصويتهم غير قانوني، وربما أولئك الذين تم تسجيلهم للتصويت وهم موتى (وكثيرون منهم توفوا منذ وقت طويل). ووفقا للنتائج.. سنعزز إجراءات التصويت».

وكان المسؤولون عن انتخابات الثامن من نوفمبر تشرين الثاني قد قالوا إنهم لم يجدوا ما يدل على مخالفات انتخابية واسعة وإن مثل هذه المخالفات نادرة في الانتخابات الأمريكية. وأكد الجمهوري بول رايان رئيس مجلس النواب أمس الثلاثاء إنه لم ير دلائل تدعم مزاعم ترامب.

وفاز ترامب الجمهوري بأغلبية أصوات المجمع الانتخابي التي تقرر رئيس البلاد وتعطي نفوذا أكبر في النتيجة لبعض الولايات الأصغر. لكنه خسر في التصويت الشعبي أمام منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون بفارق حوالي 2.9 مليون صوت.

ويثور غضب ترامب لدى الإشارة إلى نتائج التصويت الشعبي التي تسببت إلى جانب ما تردد عن تأثير روسيا في الانتخابات في انتقادات بأن فوزه لم يكن شرعيا.

ولم يقدم ترامب أبدا أي أدلة تدعم ادعاءه بحدوث تلاعب واسع النطاق.

المناخ

ويصف ترامب التغير المناخي بأنه “خدعة” وتعهد خلال حملته لانتخابات الرئاسة بأن تنسحب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس لعام 2015 الرامية إلى خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

وجاء في الرسالة الموجهة من لجنة المراجعة البيئية التي ينتمي أعضاؤها لأحزاب مختلفة “كواحدة من أكبر مسببي الانبعاثات في العالم … فإن نهجه (ترامب) حيال خفض الانبعاثات قد يحدد ما إذا كنا – في المملكة المتحدة والناس حول العالم – سنشهد أو نتجنب أسوأ تأثيرات التغير المناخي.”

وبعث مشرعون بريطانيون برسالة لرئيسة الوزراء تيريزا ماي يطالبونها فيها بدحض آراء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن التغير المناخي عندما يلتقي الزعيمان اليوم الجمعة.

في الوقت الذي أسس عاملون في أكثر من 12 وكالة حكومية أمريكية شبكة حسابات غير رسمية لمؤسساتهم على تويتر تتحدى ما يعتبرونه محاولات يقوم بها الرئيس دونالد ترامب لوقف أبحاث التغير المناخي الاتحادية وغيرها من الأبحاث العلمية.

وانتقى العلماء من هيئات مثل وكالة حماية البيئة ووكالة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) وغيرها وسيلة التواصل التي يفضلها ترامب لفتح حسابات مستعيرين أسماء وشعارات مؤسساتهم للاحتجاج على القيود التي يعتبرونها رقابية وتوفير منصات حرة لمعلومات يقولون إن الإدارة الجديدة تحد من إتاحتها.

وعرض حساب غير رسمي لناسا استهلالا ببيان إخلاء مسؤولية يصف الحساب بأنه لفريق “المقاومة” غير الرسمية في ناسا وليس حساب ناسا الرسمي. وحث القراء على متابعته “لمعرفة أخبار وحقائق العلوم والمناخ. أخبار حقيقية وحقائق واقعية.”

وجاء انتشار مثل هذه الحسابات في أعقاب توجيهات تلقتها الوكالات العاملة في مجال البيئة منذ تولي ترامب منصبه تطالبها بالحد من نشر المعلومات للجمهور.

وطلب من العاملين في وزارة الشؤون الداخلية الأسبوع الماضي التوقف عن التدوين على تويتر بعد أن أعاد أحد الموظفين نشر تغريدات على تويتر عن الإقبال الضعيف نسبيا على حضور مراسم أداء ترامب اليمين وعن اختفاء مواد تتعلق بالتغير المناخي والحقوق المدنية من على الموقع الرسمي للبيت الأبيض.

ومنذ ذلك الحين أكد عاملون في وكالة حماية البيئة ووزارات الشؤون الداخلية والزراعة والصحة والخدمات الإنسانية الاطلاع على منشورات من الإدارة الجديدة إما تطالبهم بإزالة صفحات معينة على الانترنت أو تقيد اتصالاتهم بالجمهور بما في ذلك على شبكات التواصل الاجتماعي.

33333333333

اتفاقية  نفط ثتير الجدل

ووقع الرئيس دونالد ترامب، على أمرين تنفيذيين، الثلاثاء الماضي، لإحياء مشروعين لبناء خطين للنفط أثارا الكثير من الجدل، على أن يعاد التفاوض بشأنهما.

وأعطى ترامب الأمر بإعادة التفاوض بشأن خط أنابيب «كيستون إكس إل»، الذي يفترض أن ينقل النفط من كندا إلى المصافي الأمريكية على ساحل الخليج، ولخط تملكه شركة «إنرجي ترانسفر بارتنرز»، الذي يمر عبر شمال داكوتا.

ولكنه قال، إن بناؤهما متوقف على إعادة التفاوض على الأحكام والشروط.

وقال ترامب لدى التوقيع في البيت الأبيض بشأن مشروع «كيستون»، إنه «خاضع لإعادة التفاوض على شروطه. سنعيد التفاوض حول بعض الأحكام، وإذا رغبوا، سنرى إن كان بالإمكان بناء ذاك الخط».

10

 

المناطق الآمنة في سوريا

وقال خبراء إن تحرك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أجل إقامة مناطق آمنة في سوريا قد يدفعه لاتخاذ قرارات محفوفة بالمخاطر بشأن المدى الذي يمكن أن يبلغه في حماية اللاجئين بما في ذلك إسقاط طائرات سورية أو روسية أو الالتزام بنشر آلاف الجنود الأمريكيين.

وكان ترامب قد قال، أمس الأول، إنه “سيقيم قطعا مناطق آمنة في سوريا” للاجئين الهاربين من العنف. ومن المتوقع وفقا لوثيقة اطلعت عليها رويترز أن يأمر خلال الأيام المقبلة وزارتي الدفاع والخارجية بصياغة خطة لإقامة مناطق آمنة في سوريا ودول قريبة.

ولم تحدد الوثيقة ما الذي يجعل مناطق من هذا النوع “آمنة” وما إن كانت ستحمي اللاجئين من الأخطار على الأرض فقط، مثل خطر المقاتلين المتشددي، أو إن كان ترامب يتوقع إقامة منطقة حظر طيران تشرف الولايات المتحدة وحلفاؤها على مراقبتها.

وإذا فرضت منطقة حظر طيران دون التفاوض على اتفاق من نوع ما مع روسيا فسيتعين على ترامب أن يقرر إن كان سيمنح الجيش الأمريكي سلطة إسقاط طائرات سورية أو روسية إذا شكلت خطرا على الناس في تلك المنطقة وهو الأمر الذي رفض سلفه باراك أوباما القيام به.

99999999999999999999

وقال جيم فيليبس خبير شؤون الشرق الأوسط بمؤسسة هيريتدج البحثية في واشنطن “هذا في جوهره يعني الاستعداد لخوض حرب من أجل اللاجئين” مشيرا إلى دفاعات روسيا الجوية المتقدمة.

وفي موسكو قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن ترامب لم يتشاور مع روسيا وإنه ينبغي “تقييم” عواقب خطة مثل هذه.

وقال “من المهم ألا تفاقم (هذه الخطة) وضع اللاجئين”.

ورفضت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) التعقيب أمس الخميس قائلة إنه لم يصدر أي توجيه رسمي بعد لبلورة مثل هذه الخطط وبدا أن بعض المسؤولين العسكريين الأمريكيين لم يعرفوا بأمر الوثيقة قبل نشرها في وسائل الإعلام يوم الأربعاء.

وقال الكابتن جيف ديفيز المتحدث باسم البنتاجون “وزارتنا منوطة الآن بأمر واحد في سوريا وهو كسر داعش وهزيمتها.”

666666666666666

وحذر أنتوني كوردسمان الخبير العسكري في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية البحثي من أن تصبح المناطق الآمنة داخل سوريا لعنة دبلوماسية تجبر إدارة ترامب على التعامل مع مجموعة من التوترات العرقية والسياسية في سوريا إلى أجل غير مسمى.

وقال خبراء آخرون إن من الممكن أن تجتذب المنطقة الآمنة متشددين إما لتنفيذ هجمات، وهو ما قد يحرج الولايات المتحدة، أو لاستخدام المنطقة مأوى يمكن للمتشددين إعادة تنظيم صفوفهم فيه.

كما أن إقامة مثل هذه المناطق سيكون مكلفا نظرا لضرورة توفير أماكن إيواء وطعام وتعليم ورعاية طبية للاجئين.

وقال كوردسمان “أعتقد أن هؤلاء الناس ليست لديهم أي فكرة عما يتطلبه توفير الدعم لخمسة وعشرين ألف شخص وهو رقم صغير في حقيقة الأمر فيما يتعلق (بالنازحين) واللاجئين” في سوريا.

ولم تقدم مسودة الوثيقة أي تفاصيل بشأن ما الذي سيجعل هذه المناطق آمنة ولا مكان إقامتها ولا الجهة التي ستدافع عنها.